الأوقات الصعبة

كنا في الجولات الأولى من الدوري عندما يطلب منا التحدث عن المنافسة وأطرافها نقول دائماً: «تو الناس» فلن تتضح صورة المتنافسين على اللقب إلا عند مجيء الجولة السابعة علي أقل تقدير، ومنذ ساعات فقط جاءتنا هذه الجولة، وأعلنت عن نتائجها، فهل يا ترى أوفت هذه الجولة بالتوقعات؟ هل كشفت عن الشيء الذي كنا لا نستطيعه في البدايات الأولى؟ أقول مجيباً: نعم، فقد أعطتنا مؤشراً صادقاً عن ثلاثة فرق على الأقل هي الأكثر ترشحاً وهي على الترتيب: العين والوحدة وشباب الأهلي، مع عدم إغفال محاولات الوصل والجزيرة ولكن في المرتبة الثانية، لكن أخطر ما كشفت عنه الجولات الماضية وبخاصة السابعة، هي إعلانها النهائي عن استبعاد الشارقة، فلا نقاطه القليلة ولا ترتيبه المتأخر في أسفل القائمة يسمحان له، حتى لو تحسنت أحواله وعاد لسابق عهده فريقاً قوياً، فالفارق الكبير في النقاط بينه وبين المتنافسين لن يسمح له بذلك، وسبحان مغير الأحوال، فالفارق هائل بين موسمين، فقد كان فريق الشارقة لو تذكرون ملء الآذان والأسماع، ومنافساً على كل الألقاب مع شباب الأهلي، ومرعباً للمنافسين، ويكفيه قدرته الفائقة على الفوز بلقب بطل آسيا عن جدارة لأول مرة في تاريخه.

مشكلة الشارقة الحالية محيرة! وتسببت في قرار إداري بتشكيل جديد لمجلس إدارته ولشركة كرة القدم، لكنها تمهلت في اتخاذ أي قرار بخصوص المدرب ميلوش، التي طالته أصابع الاتهام، ولا ندري أي سبب محدد وراء ذلك، هل كان بسبب الشرط الجزائي، الذي يعطي للمدرب الحق في أخذ كل مستحقات السنتين كما تردد، أم كان بسبب الثقة بقدرته على العودة مع مزيد من الوقت.

عموماً إذا كانت كل المؤشرات تضعه في خانة المسؤولية الأولى لأنه المدرب المسؤول، إلا أنني توقفت كثيراً عند كلمة وردت في حواراته المتكررة الصريحة أحياناً، والغريبة في أحيان أخرى، قال المدرب مشيراً بأصابع الاتهام للاعبين: «في الأوقات الصعبة يجب ألا يرتكب اللاعبون المزيد من الأخطاء. لقد كانت كلمة موجزة ومعبرة عن أن هناك مسؤولية لا يستهان بها تخص اللاعبين. في تقديري ومهما كانت مسؤولية المدرب فلن ينهض هذا الفريق الكبير، إذا أراد، إلا بلاعبيه في المقام الأول».