كنا قبل الملحق المونديالي بالدوحة سعداء بمشهد الجماهير المشجعة لأنديتها في الدوري، وكنا أسعد بالطبع بهذا الجمع الغفير من الجماهير المحبة لبلدها ومنتخبها التي ذهبت وراء منتخبها ولديها يقين بنجاح مهمته، لأن كل الطرق كانت تسير في هذا الاتجاه من منتخب محترف ومدرب كبير وفارق فني ومهاري لا تخطئه العين.
لكن حدث ما حدث وكانت صدمة موجعة رغم التحسب ومعرفة ما ينتظرنا هناك. نعود لجماهير الدوري وعلى ما يبدو أنها غاضبة على ما حدث كله وليس فقط من فرقها.
شاهدنا عزوف الجماهير في ملعب الشارقة وفريقها يلعب في الآسيوية ولم يشفع له أنه كان يسير بشكل جيد فيها، وإذا بالصورة تزداد سوءاً بخسارته المفاجئة بالخمسة وكأن مشهد المدرجات الخاوية كان أحد الأسباب، ويتكرر المشهد نفسه مع شباب الأهلي في البطولة نفسها.
فما حضر لم يكن يقارب حتى الألف مشجع، ورغم ذلك شدد اللاعبون القبضة حتى لا يتكرر ما حدث في ملعب الشارقة وفازوا بالأربعة على ناساف الأوزبكي وواصلوا مسيرتهم بنجاح في النخبة الآسيوية.
كان واضحاً أن جماهير الملك الشرقاوي وفرسان شباب الأهلي كانوا غاضبين على فرقهم لموقفهم المتراجع في الدوري، ورغم أننا نقدر هذا الغضب إلا أن الجماهير يجب أن تفرق بين ما هو محلي وما هو قاري، فمن غير المعقول أن يصبح الدوري المحلي هو كل شيء، وهو الأساس في المساندة من عدمها، هناك بطولات أخرى محلية مهمة، وهناك لقب آسيوي يجب كل شيء حال حدوثه.
المشهد الوحيد الذي كان مبهجاً كان في ملعب آل نهيان بنادي الوحدة لأنه الوحيد الذي يبلي بلاءً حسناً في الداخل والخارج. نأمل ونتمنى ألا تحرمنا الجماهير من حماسها حتى لا تفقد كرة القدم رونقها وحلاوتها.