عندما يتكرر المشهد

ربما يكون ما أكتبه الآن هو من باب الأمنيات، لكن لا بأس، فالأمنيات مشروعة، فما أشاهده اليوم من تلاحم وتوحد وأمنيات صادقة حتى يحقق المنتخب الوطني «حلم وطن»، وينجح في التأهل للمونديال للمرة الثانية في تاريخه، عاصرت مشهداً قريباً منه في سنغافورة من نفس الشهر أكتوبر من العام 1989 عندما كنت مرافقاً صحفياً آنذاك لمنتخب الإمارات، نفس المشاعر والتوحد والأمنيات والحلم من خارج الملعب، ونفس الحرص والرغبة والتركيز من داخله.

أشاهد الآن تسابق الهيئات والمؤسسات والأفراد، للمشاركة في توفير الطائرات الخاصة لنقل الجماهير إلى الدوحة لكي تؤازر المنتخب في مهمته الكبيرة، التي لا يفصلنا عنها سوى ساعات معدودة، وأشاهد التصريحات التي يدلي بها المدرب والإداريون واللاعبون، والتي تتسم بالمسؤولية والرغبة الصادقة من أجل تحويل الحلم الكبير إلى حقيقة.

وإذا كان الإداري مطر الصهباني كان قد أكد أن التركيز كله الآن ينصب على مباراة عمان الأولى باعتبارها مفتاح النجاح، وعدم الانشغال بمباراة قطر الثانية إلا عندما يحين وقتها، فقد كانت هذه السياسة، سياسة الخطوة خطوة هي نفسها، التي اتبعها جيل 90 العظيم في سنغافورة، أشعر هذه المرة بالتشابه الكبير ما بين أكتوبر 2025 ونفس الشهر من عام 1989، في اقتراب الحلم لكي يصبح حقيقة، إنه نفس الوعي ونفس المسؤولية، ونظرة الاحترام للمنافسين، فالكل يعلم مدى صعوبة المهمة في مجموعتنا بين منتخبات خليجية ثلاثة، تتنافس على مقعد واحد، وفي فترة زمنية محدودة جداً، وقصيرة، وفي ملعب فريق منافس.


آخر الكلام

ربما تسمع من حين لآخر عن تفوق منتخب الإمارات بنوعية لاعبيه وقدرات مدربه، وهذا جميل من باب التحلي بالثقة ليس أكثر، لكن الأجمل، أن يتم ترجمة ذلك داخل الميدان بمزيد من التضحيات والحذر والحرص والتركيز، والاحترام الكامل لقدرات الآخرين.