كرة القدم المتمردة

ضربت كرة القدم عرض الحائط بالإجماع الذي كان عليه الجماهير في كل مكان، الذين رشحوا باريس سان جيرمان للفوز بكأس العالم للأندية، في أعقاب اكتساحه لريال مدريد بالأربعة في الدور قبل النهائي للبطولة، لقد اعتقدوا أن الفوز على الفريق الإنجليزي تشيلسي في النهائي مسألة تبدو محسومة، رغم اعترافهم بقوته وعراقته، لكنه لا يقوى هذا الموسم على الفريق الباريسي بطل أوروبا، الذي يحصد كل الألقاب التي تصادفه، ويعيش أزهى عصوره، ويمطر كل من يقابله في بطولة العالم بالأربعة والخمسة، لقد كان اعتقاد كل من رأى ذلك في محله، إلا كرة القدم نفسها، فهي متمردة، لا تعترف بالأحكام المسبقة، ولا بكل الفلسفات الورقية التي يدلي بها المنظرون، والذين يطلقون عليهم مسميات الخبراء والمراقبين.

الملعب وحده كان سيد الموقف، انحاز سريعاً للفريق الذي ظنوا أنه الأقل قوة، لقد أظهر أنه الأكثر تصميماً والأكثر عزماً، وأنه بيّت النية لكي يدافع عن نفسه، وعن تاريخه، مهما كانت قوة الفريق المنافس، وكان له ما أراد، ومنذ اللحظة الأولى في اللقاء.

في المقابل، عصفت كرة القدم لمن اعتقد أن طريق اللقب أصبح مفروشاً بالورود، لا سيما بعد رباعية ريال مدريد، لقد حاولوا الحد من الرغبة الجامحة عند كل لاعب من تشيلسي دون جدوى، كانت كل الطرق مسدودة بالقوة والاستبسال والاستماتة، وحالة التركيز القصوى، والدفاعات المحصنة بلا هوادة، لقد كان تشيلسي يدافع عن قوة الكرة، عن نفسه، وعن الكرة الإنجليزية والدوري الإنجليزي.

آخر الكلام

لقد خطفوهم من اللحظة الأولى، وفعلوا في الفريق الباريسي ما فعله هو في الريال، إنه الدرس القديم الجديد: الكرة تعطي من يعطيها، وتعطي ظهرها لمن يعتقد أنه الأقوى، ومن يحتفل بالألقاب قبل حدوثها!!