ذكاء بنزيما

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حفل أساطير الماركا الأخير، كان الخبر اليقين، دونما حاجة للإفصاح المباشر، ذكاء لاعب يفصل دون تردد بين المجد والمال، يختار المجد .. يختار ريال مدريد، ويرفض المال، حتى لو كان 100 مليون يورو في العام الواحد.

أتحدث بالطبع عن اللاعب كريم بنزيما، الذي تحول حفل تكريمه في مجلة الماركا الإسبانية بجائزة أساطير اللعبة إلى شغف من كل الحضور، لمعرفة حقيقة العرض الذي قدمه الاتحاد السعودي، البالغ 100 مليون يورو لكي يترك ريال مدريد وينضم إليه، وهو الخبر الذي شاع وانتشر مثل النار في الهشيم في كل مواقع التواصل الاجتماعي. المنظمون مثلهم مثل الآخرين أخذهم الفضول، كانوا يريدون معرفة الحقيقة، لكنهم لم يقووا على طرح السؤال بشكل مباشر مراعاة لمشاعر الضيف ونجم الحفل، لكن كريم أثبت أنه يتصف بالذكاء الحاد خارج الملعب كما هو داخله، فعندما سألوه بذكاء أيضاً: هل ستتوجه نحو جماهير ريال مدريد؟ «في إشارة خفية للاعتذار منهم قبل الرحيل»، قال: لماذا أتوجه إليهم وأنا معهم في مدريد؟ فأرادوا أن يكونوا أكثر وضوحاً مع مراعاة عدم المباشرة، فسألوه مرة أخرى: الكل يتحدث عن مستقبلك فماذا عنه؟ فأجاب بالنهج نفسه: مستقبلي لا يحدده الإنترنت، الفارق كبير بين أحاديث الإنترنت والواقع الذي أنا فيه.

هكذا كانت إجابات بنزيما، لا تخلو من الدهاء والذكاء، رأها البعض حاسمة، وأنا منهم، وفضل آخرون الانتظار، وقالوا سنرى ماذا سيحدث في الساعات المقبلة.

حقيقة الأمر أن اللاعب الكبير حسم أمره واختار المجد، اختار البقاء لعام آخر مع ريال مدريد، اختار النادي الملكي الأشهر عالميا.. نعم فضل المجد.

آخر الكلام.. هذا هو كريم بنزيما، يتحدث كما يلعب، يفكر كما يلعب، لا تستطيع أن تفرق بين الأداء العميق في الملعب، والأداء العميق خارجه، هي ليست صور ة لاعب كرة، لكنها صورة إنسان، قرر اختيار المجد، قرر أن يبقى في ذاكرة الدنيا، وليس فقط في ذاكرة جماهير الريال.

Email