عندما تحب أن تقارن النرويجي هالاند نجم هجوم مانشستر سيتي لا تقارنه بمبابي أو محمد صلاح مثلاً، لكنك تستطيع أن تفعل ذلك بينه وبين ميسي وكريستيانو رونالدو، في حالة صلاح ومبابي تستطيع أن تصف كلاً منهما باللاعب العالمي المتميز، أما هالاند فهو ظاهرة كونية، تماماً مثل كريستيانو وميسي.
وهذه الظاهرة طالما أنها كونية فهي لا تأتي سريعاً وتخفت سريعاً، تستطيع أن تقول مثلاً إنها تحدث تقريباً كل عشرين سنة، قس المسافة الزمنية بين بيليه ومارادونا، وبين هذا الأخير وميسي، وهي تقريباً نفس المسافة التي جاء بعدها هالاند، وقد تقول لي لكن هالاند ليس مثل كريستيانو وميسي في جمال الأداء مع التسجيل.
فأقول لكنه ظاهرة تهديفية متفردة، ربما لم يكن لها مثيل في السابق، فهالاند هذا الموسم يسجل حتى الآن 47 هدفاً وهو تحت سن الـ 23 ولم يفعل ذلك من قبل إلا ميسي، لكن الوقت لا يزال في صالح هالاند الذي يحطم كل الأرقام القياسية والألقاب التي تأتي في طريقه بلا رحمة، وهو لا يزال في بداية الطريق. لقد وجد ضالته في المان سيتي، حيث المدرب النجم، والفريق النجم في جماعية الأداء.
أنت وأنا لا نسأل هل سجل هالاند؟ بل نسأل كم هدفاً سجل، وإذا كان يغيب لبعض الوقت، فتأكد أنه سيعود، فهو ماكينة أهداف نعم، لكنها ماكينة بشرية، كما أن لها ارتباطاً وثيقاً بمن حولها، يعني حالته الشخصية وحالة الفريق من حوله. إنها مجرد بداية لحالة كونية ستبهرنا كلما مرت الأيام ولسنوات وسنوات.