يمضي شباب الأهلي نحو درع بطولة الدوري قدماً، شعرت في مباراته الأخيرة أمام فريق البطائح، وهو فريق لا يستهان به أبداً، شعرت أن البطولة أصبحت تحت جلد اللاعبين، هي التي أصبحت تناديهم وتخطب ودهم، هل تعرف لماذا؟ لأنها أدركت أن شباب الأهلي بلاعبيه ومدربهم، هم الذين يعضون عليها بالنواجذ، هم الذين لا يفرطون، هم الذين لا ينشغلون إلا بها، قولاً وفعلاً.
انظر ماذا حدث منذ الدقيقة الأولى أمام البطائح، حالة عالية جداً من التركيز، رغبة جامحة في التسجيل المبكر، محاولة تتلوها محاولة من أجل إنجاز المهمة على عجل، لا مجال إذاً لأي صنف من المفاجآت، أو أي شيء يعكر الصفو أو يحول دون الإنجاز، لذا كان طبيعياً أن تجد سيلاً من التسديدات في كل اتجاهات المرمى، وهذه التسديدات المركزة القوية كانت نتاج أداء متنوع وسريع ودقيق، ولولا وجود حارس همام اسمه زايد أحمد لمني مرمى البطائح بسيل من الأهداف، وليس مجرد هدفين فقط انتهى عليهما الشوط الأول.
شباب الأهلي إذاً الذي وصل إلى النقطة 49، يقترب جداً وهذا حقه، فالحالة التي يعيشها حالياً هي حالة فريق تملكت منه البطولة، تشعر بذلك في الملعب، وفي المدرجات، جماهيره تشعر بذلك، بدأت احتفالية اللقب، وهذا المشهد بالمناسبة ليس مشهداً سلبياً، هو ليس من النوع الضار الذي يأتي بنتائج سلبية، بل هو عكس ذلك تماماً، إنه شعور متكامل داخل الملعب وفي مدرجاته، بأن البطولة تقترب، وأن المسؤولية تتزايد، والروح الإيجابية تطغى مع كل مباراة جديدة ومع كل جولة من الجولات الأخيرة.
كلمات أخيرة
* البطولة تحوم بالفعل في سماء مدينة دبي، موطن شباب الأهلي، ودرعها التي تلمع ترمي بظلالها هذه الأيام، وقبل 4 جولات من النهاية، في سماء القصيص، هذا الحي التاريخي، الذي يستمد شهرته من وجود شباب الأهلي فيه، يقف على بوابته وكأنه حارسه الأمين.
* بالمناسبة الكلمات السابقة ليست انحيازاً لفريق ضد آخر، لكنها انحياز للحق، انحياز لفريق يستحق اللقب، لفريق يشق طريقه نحو هدفه بثبات، حتى لو كان ينتظره 4 جولات صعبة من بينها «ديربيان» أحدهما مع العميد النصراوي الذي استعاد أخيراً ذاكرة الفريق البطل، والثانية مع الإمبراطور الوصلاوي الذي لا يؤمن جانبه هذا الموسم. نحن نترقب، نحن ننتظر، نحن نقف عند دوار القصيص.