«الأبيض» ودوامة الشك

ت + ت - الحجم الطبيعي

خاض منتخبنا الوطني مباراتين وديتين تعادل في الأولى بلا أهداف أمام طاجيكستان وفاز في الثانية بهدفين نظيفين أمام تايلاند، وإجمالاً كانت الثانية أفضل نسبياً من الأولى، ويكفي أننا استطعنا تسجيل هدفين، فالأهداف في حد ذاتها تعطي دافعاً إيجابياً حتى لو لم تكن مصحوبة بأداء مقنع.

وحقيقة الأمر أن الأبيض ما زال يعيش في دوامة الشك، وهو الأمر الذي جعل جماهيره تهجره خلال المباراتين، ولم نكن نسمع ولا نرى إلا أصوات طبول وأهازيج جماهير منتخب تايلاند، والهجران أصبح مشهداً مألوفاً، لا سيما وأن الصورة الأخيرة للمنتخب إبان دورة الخليج بالعراق ما زالت تعيش داخل الجماهير، وحقيقة الأمر أن صورة المنتخب لم تتغير كثيراً، وكان واضحاً أننا ما زلنا في حاجة لعمل الكثير حتى نستطيع القول إننا نتطور حتى لو ببطء نحو الأفضل.

أنا لا أستطيع أن أجزم أن أيام «فيفا» المخصصة للمنتخبات تكفينا، نحن في حاجة إلى أكثر من هذا ولست أعرف كيف، خصوصاً في زمن الاحتراف وحقوق الأندية.

كنا في زمن الهواية نعتمد على المعسكرات الطويلة حتى يزداد التفاهم والانسجام، وحتى يزداد اللاعبون خبرة مع كثرة التجارب، خصوصاً القوية منها، أما الآن فلا تجارب إلا فيما ندر ومع منتخبات ربما لا تعطيك الفائدة المرجوة.

معسكر لمدة 10 أيام تقريباً اعتذر فيه 9 لاعبين أساسيين، وانضم فيه قائمة طويلة من اللاعبين الذين يمثلون المنتخب للمرة الأولى، هذا في حد ذاته إيجابي، لكننا سنظل مشدودين لمفهوم حاجتهم لوقت طويل لينضجوا.

كلمة أخيرة

ما أفهمه أن المنتخبات في كل الدنيا تغير جلدها كلما دعت الحاجة بعنصر أو اثنين أو ثلاثة لدعم القوام الأساسي، أما بناء منتخب جديد فهو نظرية يلجأ إليها بعض المدربين لكسب المزيد من الوقت.

مرحلة الشك تبدأ في التراجع مع كثرة التجارب القوية وتحقيق الانتصارات تلو الانتصارات، وإنا لمنتظرون.

Email