العميد يسترد الذاكرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما فاز العميد النصراوي على الزعيم العيناوي، وأوقف مده نحو الصدارة، وهز بعنف حلمه في الحفاظ على لقب دوري أدنوك للمحترفين، كان يلفت انتباهي تكرار كلمة المفاجأة، كان كل من يتحدث، لا يخلو حديثه من تلك الكلمة، وكنت رغم استنكاري لها أعذرهم، فما من أحد كان يتوقع أو يرشح النصر للفوز، حتى النصراوية أنفسهم لم يفعلوا ذلك، فالعين هو الأقوى بمراحل، وهو الذي لا يفرط بسهولة، أياً كان المنافس، عندما يتعلق الأمر باقتراب المسافة بينه وبين إحراز اللقب، وفي المقابل، فالنصر المنافس في هذه المباراة، كان ولا يزال يعاني من فقدان ذاكرة أنه عميد أندية الإمارات، وذاكرة البطولات والألقاب التي حققها في الماضي البعيد، وما أكثرها، وما أروعها.

من أجل ذلك، وصفوا الفوز النصراوي بالمفاجأة، وهو لم يكن كذلك أبداً في الماضي، بل كان لقاء الفريقين مليئاً دائماً بالندية، كان طبيعياً أن يفوز هذا أو يفوز ذاك، أو يحرز ذلك البطولة، أو يحرزها ذاك، دونما دهشة أو استغراب.

كنت وأنا أشاهد هذه الفرحة العارمة من لاعبي النصر بعد صافرة النهاية، لا أستطيع أن أمنع نفسي من الترحم على أيامه، ولعل ما حدث من أفراح عمت الديار النصراوية، بعد التمكن من الفوز على العين في مدينته، ووسط جماهيره الغفيرة، يكون سبباً منطقياً في العودة إلى سكة الانتصارات، ثم التفكير في العودة إلى سكة الألقاب، التي كاد أن ينساها أنصاره، والعودة ليست في حاجة إلا وضع اليد على حقيقة المشكلة، لأن النصر مثل غيره من الفرق الكبيرة، لا تعوزه الإمكانات ولا الرجال القادرين على انتشاله مما هو فيه.

آخر الكلام

* خدمت نفسك، فوصلت إلى النقطة 45، وخدمك النصر عندما أوقف أخطر منافسيك العيناوي عند النقطة 40، وهو نفس الرصيد الذي توقف عنده الوصل بتعادل كلباء المثير، ونفس رصيد الوحدة، رغم فوزه، وفارق النقاط الخمس هو الأعلى منذ بداية الدوري حتى الآن، فماذا تريد أكثر من هذا، أتحدث عن شباب الأهلي، الذي يغرد وحده خارج السرب.

Email