نار يا حبيبي نار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصل مسابقات كرة القدم الإماراتية إلى جولاتها الأخيرة والحاسمة، ولعل تجارب السنين تثبت لنا أن التفوق الفني وحده لا يكفي لإحراز الألقاب، بل لا بد أن يكون مقروناً بأشياء أخرى، في مقدمها ما نسميه بالثبات الانفعالي، وقد كانت مباريات ربع النهائي لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، خير شاهد على ذلك، ففريق شباب الأهلي، بكل خبراته ونجومه، عندما توتر أمام العين، خرج، رغم أنه صاحب الصدارة في الدوري، وكان العين أقل توتراً، ففاز ولحق المربع الذهبي، وكان واضحاً أنه قبل هذا اللقاء المهم، قد تخلص من آثار خسارة لقب السوبر، وأنه لم يتعرض لشحن زائد، فلعب المباراة الصعبة بتركيز أكبر، وتوتر أقل، وكان يعرف ماذا يريد، ففاز بهدفين نظيفين، بينما استسلم شباب الأهلي لموجات من التوتر الزائد، قادها نجمه اللامع كارتيبيا، فأصابت البقية، وكان الثمن أداء عشوائياً، ثم طرد في توقيت صعب للحارس ماجد ناصر، ثم خسارة لقب مهم وغالٍ، لأسباب نفسية، تأثرت بها جدياً الحالة الفنية.

ولعل العين يدق ناقوس الخطر، ليس لمسابقة الكأس فقط، بل للدوري الذي لا يبتعد عنه، فهو يمتاز بالهدوء والصبر، وعلى ما يبدو أنه وجد ضالته في اللاعب المغربي مهدي مبارك، الذي أصبح، رغم سنه الصغيرة، رمانة الميزان في خط الوسط.

وعلى نفس المنوال يأتي فريق الوصل، الذي أصبح يلعب على طريقة السهل الممتنع، ويحقق الانتصارات المتتالية. هذا الأداء الوصلاوي اللافت، نقله إلي المربع الذهبي للكأس، وحافظ له على المركز الثاني في الدوري.

كان لافتاً أيضاً، وصول عجمان إلى مربع الذهب في الكأس، ليتذكر إنجازه التاريخي موسم 83، عندما أحرز البطولة، قادماً من الدرجة الثانية، ثم لا بد من الإشادة بفريق الشارقة، الذي أكمل المربع الذهبي، ورفض مبدأ الخسارة من الجزيرة مرتين في 4 أيام.

آخر الكلام

يأتي الأسبوع الـ 19 للدوري، غداً الجمعة، وتقع فيه الفرق المتنافسة مع بعضها البعض بلا رحمة: الوحدة مع العين، والجزيرة مع شباب الأهلي، والوصل مع الشارقة، كان الله في العون، وتذكروا أن عدم التوتر والثبات والهدوء، سيجعل الجولة «نار يا حبيبي نار»، ومرحلة فاصلة في هذه المباريات القاسية، وهذه الأوقات الحاسمة.

Email