عندما كنت أهلاوياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت أخفي دائماً انتمائي لهذا النادي أو ذاك لقناعتي أن الكاتب الصحفي لا يحب أن يظهر انتماءه أو يبديه في كتاباته، فالحياد، كما أراه، هو الذي يجب أن يسود ولا غيره، فهو الذي يصنع المصداقية للصحفي، ففيها نجاحه وحياته واحترامه، فالفارق هائل ما بين الناقد والمشجع. من أجل ذلك وطوال عملي في الإمارات، كنت أجيب عن كل من يسألني من تشجع: بقولي صادقاً، «أنا منتخباوي» كناية عن تشجيع منتخب الإمارات الوطني الذي كنت أحبه ولا أزال.

أما وقد أصبحت في مصر الآن معاشاً، فلا مانع أن تبوح بانتمائك هنا، فإذا كنت في مصر، فالانتماء للأهلي أو الزمالك شرف يجب أن تبوح به وتعلنه حتى لو كنت ناقداً، ويسري هذا الأمر في الصحافة السعودية أيضاً، عموماً هذا هو النظام هنا، ونحن لا ننكر ما يؤمن به الناس ويدافعون عنه ويجاهرون به حتى لو كان لمثلي رأي آخر.

أقول ذلك لأنني كنت أهلاوياً حتى النخاع، وهو يلعب في كأس العالم للأندية، رغم أنني لست أهلاوياً، لكن ذلك أبداً لم يمنعني من احترام وتقدير النادي الأهلي على مر الزمن، وكانت فرحتي غامرة عندما تأهل لنصف نهائي بطولة العالم للأندية، لاسيما وأنه سيلاقي ريال مدريد، أحد أكبر ناديين في العالم، بل هو أكثر أندية العالم ألقاباً، ويا للمصادفة السعيدة ويا للفخر، أن يكون الأهلي المصري العريق، هو ثاني أندية العالم بعد الملكي إحرازاً للألقاب القارية.

آخر الكلام

أشعر بالفخر كعربي أن يلاقي الأهلي المصري ريال مدريد في نصف نهائي كأس العالم للأندية، وعندما أفعل ذلك، فلا مثالية، فهذا هو الطبيعي، وهذا حقه، وحق الأوطان، وحق أي فريق آخر إذا استطاع أن يكون في موقعه.

ولا يفوتني شعور آخر بالفخر لوصول الهلال السعودي للمكانة نفسها، وملاقاة فلامنجو البرازيلي في الدور نفسه، ويا له من حلم، حتى لو كان بعيد المنال، أن نرى الفريقين العربيين الكبيرين في نهائي العالم، فبعد ما فعلته السعودية والمغرب في مونديال قطر، لا شيء يبقى مستحيلاً.

 

Email