يخسرون من أجلك

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل تصدق أنهم يخسرون من أجلك، هل تصدق أن الأقدار ما زالت رحيمة بك حتى لا تكون في موقع الهبوط المباشر فتزداد حالتك سوءاً. أتحدث عن العميد النصراوي الذي انهزم أخيراً من عجمان بالأربعة في شوط واحد، وكانت ردود أفعاله خجولة فلم يستطع أن يغير من الأمر شيئاً في الشوط الثاني، وكان ذلك دليلاً شاهداً على حالته المتردية.

وأتحدث عن فريق دبا الذي يقبع في المركز الأخير ومعه الظفرة في المركز قبل الأخير، كأنهما يخسران من أجل النصر، من أجل أن يحولا بينه وبين مركز الهبوط كأنهما يشفقان على مكانته وتاريخه وعراقته.

لك أن تتخيل يا عزيزي النصراوي لو كان الظفرة مثلاً في حالته المعتادة، ماذا كان سيكون موقف النصر، إننا لا نعفيه من إمكان شبح الهبوط إذا ظل على هذا المنوال الغريب، فقد استبشرنا خيراً في بداية الدور الثاني ولكن سرعان ما عاد إلى سيرته الأولى وربما أسوأ كما حدث أمام البركان العجماني الذي اكتفى برباعية كأنه يشارك الآخرين الرفق بالعميد.

كثيرون تحدثوا عن أسباب غياب النصر عن المشهد منذ 37 عاماً بعد أن كان الأزرق ملء الآذان والأبصار، ولكن الأكثر منهم عجزوا عن تشخيص الداء، وعموماً وببساطة أقول للاعبين فوزوا لكي تهون، فالانتصارات المتتالية ستنسينا جميعاً ما كان، وكلنا سيتوقف عن الفتاوى، من يعرف ومن لا يعرف، من ينصح بصدق، ومن ينصب نفسه وصياً، فوزوا حتى يتوقف الاتهام المزمن لإدارات نادي النصر المتعاقبة، لدرجة أنه لم يبقَ نصراوي واحد إلا جاؤوا به، فوزوا حتى يتوقف من يعتقد بأنه لا توجد استراتيجية حقيقية، ولا توجد مدارس للكرة وأكاديميات تعمل بشكل موحد وصحيح، فهم يقولون إن كل الأندية الأخرى أمثال الوحدة والجزيرة وشباب الأهلي والشارقة والوصل تفرز مواهب يستفيد منها النادي والمنتخب إلا النصر، فوزوا حتى لا تزداد الاتهامات في شأن عدم القدرة على اختيار اللاعبين الأجانب القادرين على إحداث الفارق، نعم فوزوا حتى لا يقال إن الخلل في عدم القدرة على تجانس اللاعبين خارج وداخل الملعب، وهو أهم من اختيارهم، وإن صفقات الشتاء الكثيرة شاهدة على ذلك.

كلمات أخيرة

لم يترك أحد أي سبب للإخفاق إلا وصم به النصر، لدرجة أن هناك من قال «مفيش فايدة» فالأزمة مزمنة، ولا سبيل للخلاص، ورغم التماسي العذر للناس الذين قالوا إنها ليست مشكلة مدرب بدليل الأرجنتيني العالمي ريمون دياز الذي عجز مع النصر فطار إلى الهلال السعودي فأعاده إلى سكة الانتصارات.

الحل السريع في أقدام اللاعبين وعقولهم وروحهم، انتصاران متتاليان أو ثلاثة ستهون كثيراً من مشكلة هاجس الهبوط، وستهون أيضاً من أحاديث المشكلات المزمنة، ومن يدري ربما تكون بداية عهد جديد.

 

Email