البطل الغامض

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعودنا دائماً في دوري أدنوك للمحترفين، أن تنحصر المنافسة على اللقب بين فريقين أو ثلاثة فرق، على أقصى تقدير، بخاصة كلما اقتربنا من الجولات الأخيرة الحاسمة، لكن الذي حدث هذا الموسم لم نشهده من قبل، فالوضع الحالي مثلاً، وهو متكرر منذ انطلاقة البطولة، لا يفصل المتصدر وهو فريق شباب الأهلي برصيد 29 نقطة عن صاحب المركز السادس مثلاً وهو فريق العين سوى 4 نقاط فقط، وما بينهما يأتي الشارقة ثانياً برصيد 28 نقطة، ثم الثالث الوحدة 27، والرابع والخامس وهما العين والجزيرة 26 نقطة، وهكذا ترى هذا الفارق الهش الذي يفصل بين 6 فرق، وجميعها بحكم هذا التقارب الشديد تستطيع أن ترشحه وأنت مرتاح الضمير للفوز باللقب.

هذا الوضع التنافسي المثير بالمناسبة لن يختفي بسهولة، لأنه باختصار مستمر معنا منذ الصافرة الأولى وحتى الآن، فلا شيء سيمنعه من الاستمرار، وفي أسوأ الظروف ربما يتقلص نسبياً من خلال تراجع فريق أو فريقين على الأكثر مع الجولات الأخيرة الحاسمة، وإذا صحت هذه فسوف نكون مع الموسم الأكثر إثارة والأشد تنافساً على مر تاريخ المسابقة التي تجاوزت النصف قرن.

وإذا أرجعت هذه الظاهرة للتحليل فلن تتعب كثيراً في تفسيرها، ففي مقدمة أسبابها تقارب المستويات، وهذا التقارب هو الذي يولد قوة التنافس بصورة غير مسبوقة، لا سيما أمام المرشحين الستة. انظر إلى نتيجة أهم مباراتين في هذه الجولة لتشعر بقوة التنافس هذا، مباراة القمة بين الشارقة وشباب الأهلي تنتهي بلا أهداف، ولا تغير من المشهد، فالشارقة لا يستطيع انتزاع الصدارة، ثم تأتي القمة الثانية بين الوحدة والوصل والتي كانت نموذجاً حياً للإثارة والمتعة وقوة التنافس، فالفريقان يقدمان واحدة من أروع مباريات الموسم، يتسابقان في تسجيل الأهداف التي بلغت 6 أهداف، لكنهما يفشلان في تحقيق الفوز، يتعادلان وتضيع فرصة اقتلاع الصدارة من الوحدة كما ضاعت من قبل من الشارقة.

آخر الكلام

البطولة جماعية، على الأقل حتى الآن، ولا يستطيع أحد أن يرجح كفة فريق على آخر، وهذا هو أجمل ما في كرة القدم، فما أروعها عندما تكون غامضة وبخيلة في كشف أسرارها.

 

Email