كرة قدم للنسيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في المقالة الماضية، وبعد خسارة منتخبنا الإماراتي مباراته الافتتاحية في «خليجي 25» بالبصرة أمام البحرين، دعوت الجماهير الغاضبة إلى أن تتمهل ولو قليلاً حتى نرى ما سيحدث في المباراة الثانية أمام الكويت، وكان الهدف من هذه الدعوة ألا نقسو على فريق لا يزال في الميدان، ولا تزال أمامه فرصة لتدارك أخطائه، أما وقد حدثت الخسارة الثانية وأصبح رصيدنا «صفراً» من النقاط ومن الأداء، فأعتقد أن الاستمرار في هذا النهج الإيجابي لن يجد آذاناً صاغية، وسأكون كمن يؤذن في مالطا أو من نوع من يحرث في البحر.

الموضوع لم يصبح فوزاً وخسارة، أو أخطاء في التشكيلة، أو عدم ضم عناصر مؤثرة من الأساس أمثال صانع الألعاب الموهوب «عموري»، أو غض الطرف عن الجوهرة إسماعيل مطر، نعم ربما بوجود هؤلاء إلى جانب نخبة المواهب، أقول ربما كان المشهد سيكون متغيراً نوعاً، ولكن الحقيقة الموجعة أن الموضوع أكبر من كل ذلك، فنوع كرة القدم التي يقدمها منتخب الإمارات ومنذ بضع سنوات كرة قدم للنسيان، هي فترة، إذا انصلح الحال بعد ذلك، فلن نحب أن نتذكرها، بل سنسعى إلى أن يطويها النسيان.

هي ليست مصادفة تتوالى فيها الخسائر والآلام، هي ليست مصادفة أن يكون المنتخب الأسوأ أداءً، هي ليست مصادفة أن يرتقي الجميع من مباراة إلى مباراة إلا أنت.

لا تسألني عن السبب، فهو معروف، ماذا يعني أن تأتي بمدرب يأخذك إلى أسفل بدلاً من أن يرتقي بك إلى أعلى؟! ماذا يعني أن يكون رصيدك «صفراً» في كل المنتخبات السنية؟! ماذا يعني أن يأتي مشجع لا نعرفه، ويتوقع أن يكون منتخبنا أول المغادرين؟!

الحقيقة إذن ظاهرة للعيان، فمن يتولى أمر هذه الرياضة الشعبية في أي موقع لم يكن على صواب، لم يصنع كرة قدم حقيقية تستطيع أن تجاري حتى مجاوريها، فما بالك بالمستوى الدولي وهو طموح مشروع يصطدم بواقع مؤلم لدولة ناجحة في كل شيء إلا كرة القدم؟!

كلمات أخيرة

لا يعنيني أن هناك بصيصاً من الأمل حسابياً، ورغم أن الكرة فيها كل شيء، إلا أنني لن أجري وراء سراب، ما يهمني أن نتغير، وأن نمارس الاحتراف الحقيقي، وليس الشكلي، إدارة ولاعبين، وحينما نخطط، نفعل ذلك بواقعية، وأمامك كأس العالم 2026، حدد هدفك، ابدأ الآن بمدرب قوي يضع هذه المواهب الشابة على بوابة التألق وأصول اللعبة.

 

Email