أرجوك تمهل قليلاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعله من العدل أن نتفهم مشاعر كل الجماهير الغاضبة على المنتخب الوطني، الذي خسر مباراته الافتتاحية في خليجي 25 بالبصرة أمام شقيقه البحريني، ومن العدل أيضاً أن نتحسر على ما آلت إليه كرة الإمارات التي كانت في دورات كثيرة ماضية ملء الآذان والأسماع.. كانت من المرشحين للقب، قبل أن تلعب، حتى لو لم تفز به.

ولكن الذي أطالب به نفسي قبل الآخرين بأن نتمهل، ولو قليلاً، حتى نرى ما سوف يحدث في المباراة الثانية، وما دفعني لهذا ثلاثة أمور أولها: أن المنتخب أبلى بلاء حسناً في نصف الساعة الأولى من مباراة البحرين، قبل أن يتحول المشهد كلياً لمصلحة المنافس، لأسباب كثيرة ومنها ما هو مسؤولية اللاعب ومنها ما هو مسؤولية المدرب، وأقول ربما نتدارس ونداوي أخطاءنا، ونكرر مشهد نصف الساعة ليصبح ساعة ونصف الساعة في المباراة الثانية أمام الكويت، أما الأمر الثاني الذي دفعني للمطالبة بالتمهل في إصدار الأحكام النهائية، فهو أن ملامح البطل تبدأ غالباً بالظهور مع المباراة الثانية، وليس الأولى وقبل أن أستشهد بالأرجنتين في مونديال قطر، أستشهد بمنتخب الإمارات نفسه حينما أحرز لقبه الأول عام 2007، رغم خسارته مباراته الأولى أمام المنتخب العُماني. نعم هذا ليس مقياساً ولكنه قد حدث، الأمر الثالث يتعلق بشيء أدبي، فنحن دائماً وأبداً لا نحبذ القسوة على الفريق وهو لا يزال في الميدان، ولا سيما أن الفرصة ما زالت باقية، فكم سيكون الأمر متناقضاً إذا قسونا الآن وفقدنا الأمل، ثم فاجأنا الأبيض بمباراة مختلفة وانتصار لافت أمام الكويت في مباراته الثانية!

آخر الكلام

مرة أخرى أنا معكم أشعر بالأسف على كرتنا التي تراجعت، وأشعر بالألم مع كل خسارة وأداء هابط وسطحي، ولا سيما حينما نشاهد في المقابل لاعبين من الصف الثاني السعودي ومثلهم في قطر، يقدمون أداء قوياً، يؤكد متانة القاعدة، وأهمية الأكاديميات، التي تخرج لاعبين متعلمين ومؤسسين بشكل صحيح، ولكن دعونا نساند لاعبينا ونشجعهم، فهذا دورنا، وبعدها يكون لكل حادث حديث.

Email