إنذار للكبار

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت واحدة من المرات القليلة التي يتوقف فيها دوري «أدنوك» للمحترفين لمرتين متتاليتين ولم يفصل بينهما سوى جولتين فقط، أولاهما كانت بسبب مونديال قطر 2022.

والثانية للمشاركة بعد بضعة أيام في كأس الخليج بمدينة البصرة العراقية، ولا يخفى على أحد أنه من سمات هذه التوقفات الطويلة أن بعض الفرق تستفيد منها وبعضها الآخر يتضرر، وفي تقديري أن فريق الوحدة مثلاً كان أكثر المتضررين، فقد خسر في الدوري من فريق عجمان وتأخر نسبياً عن الصدارة وخسر أيضاً لقبين مبكرين، أحدهما كأس رئيس الدولة والآخر كأس المحترفين.

وعلى الصورة نفسها كان الفريق العيناوي أيضاً، ومعهما النصر الذي لا يزال قابعاً في المراكز الأخيرة في مشهد غريب عليه لا يتناسب مع اسمه ولا تاريخه القديم، وفي المقابل هناك من استفاد من التوقف ومن بينهم الشارقة الذي عاد إلى الصدارة منتشياً، ولا ننسى فريق عجمان الذي يقدم موسماً استثنائياً بكل المقاييس، مقدماً درساً مفاده أن المال ليس كل شيء وأن هناك أموراً أخرى توازيه، من بينها الفكر الإداري المستنير، والشعور بالاستقرار بكل جوانبه الإدارية والفنية.

عموماً تقدم لنا كرة القدم كل يوم تأكيدات جديدة بأنها لا تعترف بما كان يسمى بالأسماء الكبيرة، فقد سقط هذا المفهوم، ليس في الدوريات فحسب، ومن بينها دوري الإمارات، بل في البطولات الكبرى العملاقة وفي مقدمتها المونديال.

فما حدث سيظل حديث الناس، بل سيظل تاريخاً تتحاكى به الأجيال، بعد ما فعلته منتخبات أمثال المغرب والسعودية وتونس والكاميرون وغيرهم، إن ما حدث سيظل بمثابة «إنذار للكبار» فيما مضى، وفيما سيأتي، فكرة القدم تتجدد وتتغير مثل كل شيء في هذا الزمان، ولم تعد نظرية الكبار والصغار تنطلي، بل فقدت النظرية حتى اسمها ويكفي أننا كعرب ما زلنا آسفين كون منتخب «أسود الأطلس» لم يصل إلى نهائي المونديال، ولم نشعر بالارتياح رغم روعة المربع الذهبي والمركز الرابع، نعم لم يعد ذلك يكفينا، ويا ليت قومي الآخرين المتخبطين يعلمون.

آخر الكلام

لا أدري ولا أفهم لماذا يصر الأرجنتيني أروابارينا مدرب منتخب الإمارات على حكاية القائمة الموسعة، ثم يختصرها ويتسبب في الآم نفسية لمن يستبعدهم بعد ذلك، ألا يكفيك كل هذا الوقت الطويل الذي قضيته في الإمارات لكي تحسم أمورك من مرة واحدة وتختار بشكل دقيق وصحيح؟!

Email