آسفون يا برازيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يعنيني الآن أن اللقب سيكون من نصيبهم أو لا يكون.. رغم أنه من الإنصاف، بل من العدل، أن يكون. ما يعنيني أنني وأنت مستمتعون، فالمنتخب البرازيلي بما قدمه في الشوط الثاني أمام صربيا استعاد اسمه، استعاد لقب السحرة أو راقصي السامبا، قل ما شئت، فهذا حقك، لأنك في لحظة استمتاع بكرة القدم التي اخترعوها لكي تمتعنا. لقد أشعرونا بأننا أمام جيل العمالقة، أمام نجوم الثمانينات الذين جعلونا برازيليين وكنا نترقب قدوم كأس العالم من أجلهم.

آسفون يا برازيل، فقد انشغلنا عنكم، كنا لا نرى في الآونة الأخيرة غير ميسي وفريقه، تعاطفنا مع موهبته الفذة لكي يضيف إلى مسيرته الحافلة اللقب المونديالي حتى يكتمل العنقود، وانشغلنا أحياناً بكريستيانو وألقابه ومشاغباته وناديه القادم، فقط الآن أشعر أن البرازيل التي أعرفها وأحبها قد جذبتني مرة أخرى، إنه أشبه بالانجذاب للحبيب الأولي.

عندما خرج نيمار بإصابة خفيفة حزنت لأنني لا أريد للمتعة أن تتوقف، وعندما سحب المدرب النجم القادم ريتشالسون غضبت، فمن ذا الذي سيسجل بهذه البراعة، وبهذه الروعة، غيره، وكان الرد بليغاً من البدلاء.. فقد ازداد الأداء بنزولهم جمالاً ورشاقة وسرعة ودقة، على طريقة السهل الممتنع، ساعتها أيقنت وصدقت أن البرازيل بالفعل قد عادت، فالقماشة هي نفس القماشة، و«القطعية»، كما يقول أولاد البلد، واحدة، سواء من كان داخل الملعب أو خارجه.

كلمات أخيرة

# ما أعلمه أن البرازيل، عندما تكون في هذه الفورمة، فمن الصعب أن يكون هناك بطل للمونديال غيرها.

إنه المنتخب الوحيد، بهذه الفورمة، الذي لا يؤمن بمقولة، إن لكل مباراة ظروفها، وهو المنتخب الوحيد الذي لا يؤمن بمقولة (الأوف داي).

# ثلاثة منتخبات أدهشتني بعد نهاية الجولة الأولى، أولها منتخبنا العربي السعودي الذي أحدث دوياً هائلاً في مونديال الدوحة، وسمع هذا الدوي، ليست الفرق المشاركة فحسب والذي أصبح نموذجاً لها، بل سمعه العالم الكروي كله، وكان ما صنعه أمام ميسي ورفاقه حديث الصباح والمساء، وكان ثانيها منتخب اليابان الذي عطل الماكينات الألمانية، أما ثالثها فكان السحرة الذين أمتعونا، وأعادوا طعم ومذاق كرة القدم الحقيقي.

Email