ريمونتادا غاضبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعله يكون شيئاً جميلاً، عندما تجبرك بعض الفرق أن تكون موضوع المقال، وتجعلك عن استحقاق تغير أفكارك واتجاهاتك، وتكتب عنها بطيب خاطر، أتحدث عن فريقين لا ثالث لهما، في الجولة السابعة من دوري أدنوك الإماراتي للمحترفين، قبل أن تكمل عقدها اليوم بمباراتين أخيرتين، بين الشارقة والبطائح، والوحدة والظفرة، ولا أحد يدري، رغم فارق المستوى على الورق، كيف سيكون الحال، ربما هما أيضاً، أو أحدهما، سيجبرك، كما فعل اتحاد كلباء أمام الوصل، وعجمان أمام الجزيرة، وهما كما تلاحظ المقصودان بنجومية الجولة، بما أحدثاه من انقلاب، ليس فقط في النتائج، بل في إعادة النظر في كل شيء، نعم، نحن أمام مشاهد جديدة في الدوري، ليس أبطاله الفرق التقليدية فحسب، بل اتسع المقام للقادمين من الخلف، ولا ندري إلى أي مدى هم ذاهبون.

انظر معي أولاً إلى ما فعله كلباء في المتصدر الوصلاوي، على ملعب الأخير، وبين جماهيره التي تحرك الصخر، لقد تمكن من العودة في النتيجة بـ «ريمونتادا»، ليس مرة، بل مرتين، مع سبق الإصرار، وبشجاعة وثقة وأداء، وكأنه هو الذي يدافع عن صدارته، وليس منافسه، ورغم تقدم الوصل بهدفين، إلا أن كلباء كان الأفضل طوال الشوطين، وكان يستحق الفوز، لذا، كان طبيعياً أن يخرج غاضباً من النتيجة والحكم معاً، وأن يتسبب أيضاً في موجة غضب وقلق من جماهير الوصل، بعد أن اهتزت الصدارة، واهتزت الثقة في قدرته على الاستمرار، لقد تفوق كلباء مع مدرب واعد، ولاعبين شرسين ومقاتلين، حتى «دكة الاحتياط» مختلفة، ومعلوم أنه لا بطولة بدونها.

وفي المقابل، وبنفس الصورة، يظهر عجمان أمام فريق كبير منافس آخر، وأيضاً في ملعبه وبين جماهيره، وهذه المرة لا يكتفي الضيف باقتسام النقاط، بل يفوز مع سبق الإصرار أيضاً، بشجاعة يحسد عليها، وبمدرب متفوق وحارس موهوب.

آخر الكلام

● الفريقان يدخلان منطقة المنافسة، فالمشهد الأخير لهما ليس صدفة، بل يظهر بوضوح أنهما بكل ما يحتويانه من إدارة ولاعبين ومدرب، قد عقدوا العزم، بالعمل الدؤوب، على الاستمرار، ومن يدري إلى أي مدى هم ذاهبون.

Email