قال الفيلسوف

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت واحداً من كثيرين حول العالم الذين تابعوا باهتمام ما يفعله اللاعب النرويجي هالاند ضمن صفوف فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، فما فعله يدير الرأس، ويجلب السعادة لعشاق الساحرة المستديرة مهما كانت انتماءاتهم، لقد أيقنا الآن أن كرة القدم ولادة، وأن ما كنا نظنه مستحيلاً بتكرار الأساطير، من الممكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، فمن كان يعتقد أن يأتي لاعب عمره 22 عاماً ويسجل ثلاثة أهداف «هاتريك» في ثلاث مباريات متتالية، ويسجل 14 هدفاً خلال 8 جولات فقط في أقوى دوريات العالم، وإن الذي يلاحقه وهو نجم توتنهام اللامع هاري كين لا يزيد رصيده على 7 أهداف فقط، ومعلوم أن كل التقارير أفادت بأن ذلك يحدث لأول مرة في تاريخ الدوري الإنجليزي العريق، لقد أصبح هالاند ظاهرة كروية يتحدث عنها الناس في كل مكان، ففي ظرف أيام يفعل ما لم يفعله ميسي وكريستيانو بكل ما لهما من تاريخ ناصع، وبكل ما يملكانه من مكانة جماهيرية، نعم لم يهز عرشهما، إلا هذا اللاعب النرويجي الذي هبط بـ «الباراشوت» فأكل الأخضر واليابس، وأصبح الأشهر هكذا فجأة، وفي زمن قياسي، يدخله بسهولة في موسوعة غينيس.

استوقفني ما قاله أخيراً المدرب الفيلسوف بيب غوارديولا، وهو بالمناسبة مدربي المفضل، منذ اكتشافه «التيكي تاكا» من سنوات، أيام تدريبه برشلونة ناديه الأشهر في العالم مع ريال مدريد، قال بيب عندما سألوه عن الفارق بين هالاند وميسي، «هالاند يسجل أهدافاً بمساعدة زملائه، أما ميسي فيستطيع أن يفعل الشيء نفسه بمفرده دون مساعدة الآخرين»، ولا شك أنها شهادة تحفظ حق ميسي، فهو الأسطورة المتكاملة وفي نفس الوقت تحفظ حق هالاند ماكينة الأهداف التي لا تتوقف، والتي تفعل ذلك ببساطة ويسر، بالقدمين والرأس، سواء كان ذلك في وضعية انفراد أو لم يكن، وغني عن البيان أن لحظة التسجيل هي الأروع في كرة القدم، وهي التي تصنع الفوز ثم الألقاب، وهذا هو نفسه الذي صنع الدهشة، وأحاط هذا اللاعب الجديد بكل هذا الاهتمام العالمي بين عشية وضحاها.

آخر الكلام

الأساطير لا تعرف أرضاً ولا جنساً، ولا تعرف التوقف، وهز الشباك هو صانع الفرح وجالب المتعة وصائد الألقاب، شكراً مان سيتي الذي جاء بك يا هالاند، وشكراً بيب غوارديولا صانع النجوم اللامعة وأساطير الزمن الجديد.

Email