ليلة سقوط «الراقي»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي كرة القدم في زمنها الجديد، زمن الاحتراف والصناعة، والاستثمار والاختيار الصحيح للمدربين الأكفاء واللاعبين الأجانب، القادرين على صناعة الفارق.

في ليلة واحدة، الليلة الأخيرة من دوري المحترفين السعودي وفي التوقيت نفسه، كانت الأفراح عارمة في الرياض لفوز الهلال ببطولة الدوري للعام الثالث على التوالي، وكانت الأحزان والدموع والآهات في جدة بعد أن هبط الأهلي العريق إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه، إنه الفريق الملقب بـ«الراقي»، إنه الفريق صاحب الـ 43 بطولة في خزائنه العامرة، من بينها 3 بطولات دوري، و13 بطولة كأس، كل هذا الرصيد، وهذا التاريخ المجيد لم يشفع له، فلم تعد كرة القدم الجديدة المحترفة تعترف بالتاريخ والجماهيرية، وإذا ركنت ولو لفترة محدودة واعتمدت على ذلك، فسوف تجد نفسك في مهب الريح، كما حدث للراقي أو للإمبراطور كما يحلو لجماهيره أن ينادوه، لقد أهمل الفريق الكبير ولم يستطع تحقيق ولو فوز واحد في آخر 9 مباريات، وهذا وحده كان كفيلاً بالهبوط المروع!

تسألني لماذا يفوز فريق واحد بالبطولة رغم أن هناك فرقاً أخرى في قوته، أقول لأنه اشتغل أكثر من غيره على لاعبيه وعلى أجهزته الفنية وعلى استعداداته للموسم، والحال نفسه ينطبق على الهبوط، هناك من أهمل رغم تاريخه، وهناك من اجتهد وصرف وفكّر واختار! الاتفاق مثلاً نجا من الهبوط بأعجوبة عندما لحق نفسه وتعاقد مع كارتيرون مدرب الزمالك السابق في وقت مناسب، وكان للمدرب فعل السحر، فريقه نجا، وهبط مكانه الفريق العريق، في واحدة من أكبر مفاجآت الدوري السعودي في كل تاريخه!

آخر الكلام

كرة القدم تودع كل الأفكار القديمة، في مصر الإسماعيلي العريق مهدد بالهبوط، والأندية التي تنافس الأهلي والزمالك حالياً هي أندية الشركات والمؤسسات العملاقة، التي تمتلك عقلية احترافية وتحسن اختيار المدربين واللاعبين الأجانب.

* هبوط الأهلي السعودي سيبقى درساً قاسياً، وسيبقى دلالة فارقة على المنهج الجديد لصناعة كرة القدم.

Email