100 مليون مدرب!

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه ليست مبالغة ولا تقال على سبيل الإيعاز بأنه رأي الأغلبية، إنها حقيقة في مصر، فهناك بالفعل 100 مليون مدرب يضعون التشكيل لمنتخبها الوطني الذي يشارك حالياً في كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون!

يتصل طفل لا يزيد عمره على 10 سنوات بأحد البرامج الشهيرة، وإذا به يتحدث كرجل خبير، يكيل الكيل بكل أنواع الكلمات لمدرب المنتخب البرتغالي كارلوس كيروش، ولا يهدأ له بال إلا بعد أن يضع التشكيل للمدرب، أما رد فعل الكباتن المشهورين فهو مزيد من الإعجاب (حتى الأطفال يا كيروش يعرفون ما لا تعرف)!

في مصر الآن وأينما تتوجه، وفي أي مكان تذهب، وفي أي مجلس تجلس ليس هناك حديث إلا عن شخص واحد هو مدرب المنتخب، الذي لا يعرف كيف يختار، ولا يعرف كيف يستبدل، ولا يعرف كيف يخطط، ولا يعرف كيف يتعامل، يتقاضى الملايين التي يحفظها الآن كل شخص، بل يعرف أيضاً كم سيتقاضى، إذا رحل كشرط جزائي!

كيروش الذي أخطأ خطأً لا يغتفر عندما حاول النظر بعيداً عن لاعبي الأهلي والزمالك، خرج من قلوب المصريين للأبد حتى لو أحرزت مصر الكأس الأفريقية، ساعتها لن ينسبوها إليه، فأي مدرب يأتي ويفكر خارج الصندوق خارج منظومة العشق الأبدي (الزمهلاوي) فعليه أن يدفع الثمن أو بالأحرى تدفع مصر الثمن، ويرحل!

آخر الكلام

● اكتفيت برؤوس أقلام فالمساحة المقررة لا تسعفني، وبالمناسبة ليس هدفي الدفاع عن المدرب قدر إدانة الثقافة التي تربينا عليها ونعلمها للصغار، ثقافة أننا فريق يجب ألا يهزم من أجل ماضيه، وثقافة تحميل شخص واحد كل الأخطاء، وعدم المساس باللاعبين وهم الأساس، والاستهتار بالآخرين رغم أن أقلهم من وجهة نظرك يعرف الاحتراف بمعناه الواسع في الدوريات الأوروبية بمختلف درجاتها وأنت ما زلت تمارس الهواية في مسابقاتك الضعيفة!

● يا كيروش احزم حقائبك فلدينا 100 مليون مدرب أفضل منك، ومبروك عليك الشرط الجزائي الغريب الذي لم أسمع عنه سوى في مصر!

Email