شكراً للمرة العاشرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أنني ضد المبالغات التي أصبحت ليست ظاهرة عربية فقط، بل أصبحت ظاهرة كونية، هل رأيت مثلاً ماذا فعل الشعب الإيطالي، عندما خرج على النص والمألوف، وعن بكرة أبيه، تعبيراً جنونياً فاضحاً عن فوز منتخب بلادهم ببطولة أوروبا!

لقد أصبحت المبالغات الشديدة إحدى سمات العصر، عصر السوشيال ميديا، الذي لم يبق ولم يذر ! وعلى الرغم من موقفي الرافض للمبالغات إلا أن هناك مرات تجد نفسك مدفوعاً بهدوء لذلك، لا سيما عندما يتكرر الإنجاز ليصبح أمراً استثنائياً، وكأنه ماركة مسجلة، أو شيئاً مكتوباً باسمك لا يستطيعه غيرك!

هل تتفق معي أن الأهلي القاهري في بطولاته القارية أصبح من هذا النوع؟

هل تسمح لي أن نقول له جميعاً شكراً للمرة العاشرة؟

نعم أقول جميعاً دون أن أفرّق بين أبيض وأحمر، فعدد البطولات الأفريقية العشر يلغي كل الانتماءات الضيقة ليتسع بحدود الدولة المصرية كلها التي تفتخر بإنجاز وطني بامتياز، فالعالم كله يبالغ عندما يتحقق الفوز مرة، فما بالك بعشر مرات، وهو رقم ليس فقط غير مسبوق، بل لا يستطيع أحد آخر أن يقترب منه على الأقل في الزمن المنظور، ألا تتفق معي؟

آخر الكلام

● سيظل الأهلي المصري حالة متفردة لا تعرف سبباً واحداً لها، هل هذا التفرد بسبب الإدارة المحترمة الواعية التي تخطط وتعمل بهدوء وبلا طنين إعلامي وبلا فخر، هل بسبب هذا المد الجماهيري المدهش الطاغي، أم بسبب قدرات ومواهب اللاعبين أم هي بيئة إدارية مدربة تلك هي المحيطة بالفريق، أم اختيارات موفقة للعنصر الفني الذي يقود الفريق من نصر إلى نصر.

● حقيقة الأمر أن كل ذلك صنع اسم الأهلي وأمجاده، وحتى لا يكون في الأمر مبالغة فدعنا نعترف أن الآخرين ساعدوه، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

● يبقى اعتراف مهم أن الأهلي، رغم كل ذلك، ليس في أحسن صورة على المستوى الفني، فقدره أن يكون عالمياً، وقناعتي أن ذلك سيحدث ذات يوم.

Email