شكراً لمن يفكر لنا!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت واحداً من أكثر الناس امتناناً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عندما قرر رسمياً إلغاء قاعدة أفضلية التسجيل خارج الأرض، أي احتساب الهدف بهدفين في ملعب المنافس عندما يتساوى الفريقان في الفوز ذهاباً وإياباً، وقرر «يويفا» بديلاً لذلك أن يلجأ الفريقان إلى وقت إضافي ومن بعده ضربات الجزاء إذا لزم الأمر. أما سبب سعادتي لهذا القرار أنه يقر عدلاً ويرفض ظلماً، فلم يعد مقبولاً أن تكون بطلاً أو أن تحقق فوزاً لمجرد أنك سجلت هدفاً فيحتسب بهدفين لمجرد أنك سجلته في ملعبي!!

لقد تذكرت وأنا أتابع هذا القرار الحكيم من الاتحاد الأوروبي الشجاع قاعدة الهدف الذهبي الذي سماه بعضنا حينذاك بهدف الموت المفاجئ وكانت تسمية صحيحة، والغريب أن قاعدة الهدف الذهبي ظلت جاثمة على صدورنا لسنوات قبل أن تلغى رغم فظاعتها، فكم توقفت قلوب بعض البشر بسببها، وتوجت أندية بألقاب قبل أن تحصل الأندية الخاسرة على فرصة من الوقت لكي تدافع عن نفسها!

أتذكر أيام الهدف الذهبي أنني كنت أحد المستائين من هذا القاعدة الغريبة وأيامها قوبلت بعض كتاباتي بالتهكم! قالوا من هذا الشخص الذي يفهم أكثر من «فيفا»! وربما أواجه الآن وأنا امتدح قرار الاتحاد الأوروبي بإلغاء قاعدة الهدف بهدفين بالموقف نفسه ممن يؤيده!

عموماً لا يسعني إلا أن أشكر «يويفا» على قراره الذي يتوافق مع مفاهيمي، فهذا الاتحاد تحديداً له مواقف كثيرة تعجبني!

نعم شكراً لمن يفكر في مصلحة اللعبة بحق، شكراً لمن يحاول أن يصل بها لأعلى معدلات العدالة ويزيح ظلماً كنّا نمارسه وما زلنا دونما أن نمعن التفكير فيه.

آخر الكلام

* هناك دائماً في هذه الحياة من يفكر بالنيابة عنا، ورغم أن هذا الفعل المحمود أصبح استثنائياً إلا أننا نشكر الله أنه لا يزال بيننا من يفكر ويحاول إرساء مفاهيم العدالة الضائعة!

* كل ما أتمناه أن تحذوا الاتحادات القارية الأخرى حذو «يويفا» على وجه السرعة فما أظلم أن تفوز بمباراة أو تحقق بطولة لمجرد أنك سجلت هدفاً إضافياً في ملعبي ولم استطع أن أسجله في ملعبك!

* الفوز لا يساوي إلا ثلاث نقاط سواء أكان بهدف أم أكثر، فلماذا نجعل الثلاث نقاط ستاً لمجرد تسجيل هدف زيادة!

* شكراً لمن يفكر بالنيابة عنا!

Email