صقر اليد!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما كنت أطالع بعض الأخبار الإماراتية بعيداً عن كرة القدم، لفت انتباهي رقم قياسي في لعبة كرة اليد لدرجة أنني كدت أن أكذب ما أرى، ولم أصدق إلا بعد الاستعانة بصديق من أسرة كرة اليد، هو المدرب المخضرم محمد عماد الذي عمل مدرباً في أندية شباب الأهلي والوصل والجزيرة، والرقم القياسي الذي أتحدث عنه يخص أحد اللاعبين، ولو كان هذا الرقم في عالم كرة القدم لما كنّا قد توقفنا عن الحديث عنه، بل كنّا أشبعناه مدحاً وثناءً وإعجاباً. اللاعب الذي أتحدث عنه يبلغ من العمر 48 سنة ولا يزال يمارس اللعبة ويشارك بصورة أساسية ضمن لاعبي فريقه! والمفارقة الغريبة أن هذا اللاعب العجوز يفوز هذا الموسم بلقب كبير هدافي اللاعبين المواطنين برصيد 96 هدفاً! وبالمناسبة فخبراء لعبة كرة اليد يطلقون عليها لعبة الأقوياء، والقوة هنا المقصود بها قوة الساقين قبل الذراعين، كما أنها أشهر ألعاب (الفاست بريك) يعني لعبة التحولات السريعة بين الدفاع والهجوم، وصاحبنا صاحب الـ 48 سنة لا يستطيع أن يحرز لقب الهداف إلا إذا كان في قمة اللياقة والسرعة والقوة!

بقي أن تعرف أهم معلومة أن نجم هذه الحكاية ونجم كرة اليد هو اللاعب الإماراتي أحمد صقر، كابتن منتخب الإمارات لسنوات طويلة، والكابتن التاريخي لنادي الوصل، وصقر كرة اليد وهدافها، حقق إنجازه الكبير خلال دوري هذا الموسم مع فريق الظفرة، بعد أن غادر نادي الوصل وعمره 43 سنة ولعب عاماً واحداً لنادي العين وهو في هذه السن إيماناً منهم بموهبته وقدراته ثم انتقل لنادي الظفرة وظل معه حتى الآن.

آخر الكلام: الكابتن محمد عماد أحد المخضرمين في كرة اليد وهو ينقل لي السيرة الذاتية لصقر اليد أوصاني أن أطالب اتحاد كرة اليد، الذي ينهي موسمه هذه الأيام بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، ويتنافس فيه الأربعة الكبار، شباب الأهلي والشارقة والنصر والجزيرة، أوصاني بمطالبة الكابتن نبيل عاشور رئيس الاتحاد بتكريم النجم أحمد صقر القدوة والمثل ليس في كرة اليد وحدها بل على مستوى كل الرياضيين. إنه السلوك المنضبط والالتزام، إنها عيشة المحترفين الحقيقيين.

Email