المحترف الحقيقي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

سعدنا بهذا المستوى الذي فاق التوقعات الذي جاءت به الجولة الافتتاحية لدوري الخليج العربي. لم يكن أكثر المتفائلين يظن أن عودة الدوري ستحمل لنا كل هذه المتعة رغم التوقف الذي طال وبلغ سبعة أشهر كاملة، ورغم الغياب القصري للجماهير والاكتفاء بأصواتها التفاعلية! الأهداف الـ29 لا تعبر إلا عن حجم الاشتياق للعودة بعد أن حال بينها وبيننا تلك الجائحة التي بدأت تباشير النصر عليها تلوح بالالتزام الشعبي، تثميناً لجهود الدولة، وتضحيات خط الدفاع الأول الذي لا يزال يعمل بلا كلل أو ملل.

ولعل هذه المشاهد الكروية الحلوة تعيد لنا أملاً كنّا قد افتقدناه عندما شاهدنا منتخبنا الوطني، وهو يلعب مباراة ودية هي الأولى رسمياً في عهد المدرب الكولمبي بينتو، وحقيقة الأمر أنه لم يلعب فأصابنا الإحباط، ولعله أصبح ضرورياً أن يراجع أهل المنتخب أمورهم في كل شيء ولا سيما في التشكيل، وأن يبحثوا عن سر هذا التباين بين دوري يبدأ قوياً ومعافى ومنتخب يبدأ ضعيفاً ومتراجعاً!

أشياء كثيرة كانت تبدو ملفتة مع الجولة الافتتاحية، ولعل أهمها تلك المستويات الطيبة لفرق أمثال بني ياس والظفرة إضافة إلى مثلث الساحل الشرقي الذي يقدم مستويات جيدة بصرف النظر عن النتائج، وأيضاً عودة الوحدة قوياً وهو فريق بطل إلى جانب القوى التقليدية، شباب الأهلي والعين والجزيرة والشارقة والنصر، أما المشهد الموجع فكان لفريق في حجم الوصل الذي أصبح تراجعه محيراً ولغزاً يصعب فك شيفراته!

آخر الكلام: هو أجمل الكلام وهو ثناء وإعجاب للنجم الكبير إسماعيل مطر، (سمعة) يقول بعد أن تألق وأصبح نجم الجولة بلا منازع، انتظروني في العام القادم أيضاً فأنا على يقين من أنني سأكون أفضل، يقولها وكله ثقة وعزيمة وحماس، إنها لغة الاحتراف الحقيقي التي لا يفهمها إلا هذه النوعية الاستثنائية في ظل حالة من الفوضى الاحترافية نعرفها ونفهمها جميعاً.

نحن لا نطالب بعودة إسماعيل إلى المنتخب فحسب، بل نطالب بأن يكون الاسم الأول في كل قائمة مقبلة، حتى يعلن اعتزاله، فهو نموذج نحتاجه بين لاعبينا، إن لم يكن بجهده وفنه، فبعقله وثقافته.

Email