إلى المريخ !

ت + ت - الحجم الطبيعي

حدثان أحدهما تاريخي، والثاني وطني ليس من الكياسة عدم التوقف عندهما، فالأحداث الكبار يجب ألا تمر مهما كانت الأحداث الأخرى وأهميتها.

أما الحدث الأول فهو ذهاب الإمارات إلى المريخ، وتحديد موعد جديد لانطلاق مسبار الأمل في الواحدة و58 دقيقة من بعد منتصف ليلة الغد من قاعدته في اليابان، وسبحان الله، فالكلمة التي كنّا نرددها على سبيل الاستحالة والمزحة جعلتها الإمارات حقيقة (ابق قابلني في المريخ )!

ولعل الذهاب للمريخ، من خلال مسبار الأمل يدعوك للتأمل في الشأن الرياضي وأحواله المتراجعة، ويجعلك تتعجب على هذا التناقض الغريب بين دولة تنهض وتثير اهتمام العالم في كل شيء حتى الذهاب المريخ، وبين أوضاع رياضية ليست على مستوى ولو ببعض يسير مما يحدث على جوانب التقدم المذهل في شتى المجالات الأخرى، عموماً ما حدث أخيراً من مخرجات الخلوة الرياضية، التي نظمها اتحاد الكرة يفتح «مسبار الأمل» أمام كرة قدم جديدة، فما حدث يعتبر فتحاً جديداً يؤكد سعي هذه النخبة الإدارية الحالية من التخلص من الأمراض المزمنة، والانطلاق نحو آفاق أوسع، تنسجم مع ما تعيشه وتستحقه البلاد من انطلاقة رياضية، تحاول أن تقترب من بوابة النهضات الأخرى وقفزاتها الواسعة، التي أدركت المريخ والأهم أن ترى هذه الأطروحات الحياة، فكل تغيير حقيقي يحتاج إلى شجاعة وقلب من حديد مهما كانت التحديات.

أما الحدث الثاني فهو وطني بامتياز، عندما ذهب اتحاد الكرة ورابطته إلى وزارة الصحة لكي يجري قرعة مسابقات الموسم الجديد على مسرحه، تقديراً وتكريماً لخط الدفاع الأول، الذي قدم الجهد والتضحيات حتى تعيش الإمارات في سلام رغم أنف فيروس «كورونا»، الذي لا يزال يهدد سلامة البشر على وجه الأرض.

كلمة أخيرة: نتمنى أن تصبح كرة القدم الإماراتية على قدر هذه المبادرات القيمة، وَيَا «مسبار الأمل» طل علينا، ولو من بعيد.

Email