الإجابة نعم !

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان واضحاً منذ أن بدأت جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» وحتى الآن، أن السؤال الأكثر شيوعاً يقول: «هل سيتغير حال الدنيا في أعقاب «كورونا»؟

لقد شغل هذا السؤال الناس، أكثر من انشغالهم بسؤال أهم يقول: «متى سيتخلص العالم من هذا الفيروس القاتل؟!» وأهل الرياضة أيضاً يتساءلون في كل مكان: «هل سيتغير حال كرة القدم، لا سيما في منطقها المادي ورواتب لاعبيها الباهظة التي فاق بعضها حد اللامعقول؟!».وقبل أن أتصدى للإجابة عن جزئية كرة القدم تحديداً، من منطلق أن كثيراً من المفكرين والكتاب وحتى الناس البسطاء، أجابوا بنعم عن حال الدنيا: نعم ستتغير الحياة بعد «كورونا»، فهذا الفيروس اللعين، كشف المستور، وفضح القيم المغلوطة، وأسقط النظريات الزائفة، ودهس منطق التحكم والتعالي والغطرسة والنفوذ، وتقسيم البشر والأنانية.

نعم ستتغير الدنيا، التي شعرت مع الخطر الداهم، بحاجتها إلى القيم الحقيقية، من تعاون وتآزر واتحاد وتعاضد، نعم ستتغير إلى حيث الفطرة السليمة، إلى حيث الطبيعة، إلى الحق والخير والجمال، إلى العدل والمساواة والإنسانية.

أما في شأن كرة القدم وطغيانها، فلا تسألني، فأنا لا أستطيع الإجابة بنعم، إلا في ظاهر الأشياء، فظني أن ما آلت إليه في سطوتها المادية، أصبحت أكثر تعقيداً من الحياة نفسها! ما أفهمه أن الناس في أوروبا نفسها، أصبحت لا تستطيع أن تمنع نفسها من الحديث عن الهرم المقلوب، وعن هذا التفاوت الفظيع، بين رواتب نجوم كرة القدم العالميين، وبين غيرهم من فئات مهمة، لا سيما عندما يكون الحديث عن الجيوش البيضاء، من أطباء وأجهزة تمريض، هؤلاء الذين يقفون في الصفوف الأولى، مخاطرين بحياتهم من أجل حماية البشر وسلامتهم، أو عن هؤلاء العلماء، الذين لا ينامون من أجل محاولة اكتشاف دواء أو مصل يقضي على هذا الخطر الداهم.

آخر الكلام:

الإجابة يجب أن تكون دائماً بـ «نعم» عن حتمية تغير الحياة، وكفانا ما حدث!

Email