قضية عادلة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان من الطبيعي أن تتأثر كل أندية العالم خصوصاً في الدوريات المحترفة من توقف المسابقات الكروية، والتأثر الاقتصادي كان السمة الأبرز، فكل وسائل الإيرادات والمدخولات والدعم أصبح لا مجال لها مع توقف النشاط، ومع نداء «خليك في البيت»، الذي أصبح المطلب الأشهر على مستوى العالم أجمع ربما في تاريخ البشرية كلها، نظراً لأنه العامل الأهم في تجنب الإصابة بهذا الفيروس الخفي، الذي يجتاح الدنيا بلا هوادة.

وعندما تتخذ الأندية إجراء تخفيض الرواتب للاعبين والمدربين، فأعتقد أنها قضية عادلة في مثل هذه الظروف الاستثنائية، وكما أشار المستشار القانوني الدكتور يوسف الشريف في حوار سابق مع «البيان الرياضي»: «تعديل الأندية للرواتب حق قانوني، وبند الظروف الطارئة يجيز تعديل العقود».

وفي حقيقة الأمر لا أعتقد أن هناك من سيعترض على تخفيض الرواتب في مثل هذه الظروف العصيبة، وعندما سألوا ميسي نجم برشلونة من منطلق شهرته الواسعة، والأهم، لأنه يحصل على أعلى أجر من بين لاعبي العالم، قال: «لا مانع، افعلوا ما شئتم برواتبنا إلا رواتب عمال النادي»، وتشير بعض وسائل الإعلام إلى أن تخفيض الرواتب في نادي برشلونة، وهو أحد أغنى أندية العالم، وصل إلى 70 في المئة، أي أن ميسي ربما يحصل على 150 ألف جنيه استرليني في الأسبوع «فقط» بدلاً من 500 ألف! وقناعتي الشخصية أن أمر تخفيض الرواتب في دوري المحترفين الإماراتي لن يزيد على 30 في المئة،إذ إنه لن يُحدث آثاراً جانبية لا سيما من جانب اللاعبين المواطنين نظراً لعلو الوازع الإنساني والمجتمعي، ناهيك عن أن ذلك له وجاهة قانونية وإنسانية، ستجد لها الصدى نفسه عند المحترفين الأجانب أو المدربين.

في مثل هذه الظروف التي تتهدد فيها حياة البشر في كل مكان تقل قيمة الأشياء المادية، وتتعاظم القيم الروحية والإنسانية.

Email