موقف احترافي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظل دولة الإمارات دوماً حاضنة لكل ما هو جديد ومفيد، للبشرية أجمع، وما الحراك الدائم واستضافة الفعاليات والمؤتمرات الدولية إلا نموذج وشاهد، وكان مؤتمر دبي الرياضي الدولي في دورته الرابعة عشرة أحدث الفعاليات الرياضية بقاماته وتوصياته المسرعة للمستقبل، وهكذا كان العنوان الكبير، الذي لا يكتفي بصناعة المستقبل، بل يدعو إلى تسريعه، لكي ينسجم مع إيقاع العصر ومتغيراته المتلاحقة، وهو نفسه نهج الإمارات قيادة وشعباً.

وإذا كان يؤخذ علينا في الداخل أننا لا نستفيد، ولا نتعلم من قيمة هذا المؤتمر السنوي كما ينبغي لا سيما في مجال الاحتراف، فأنا على يقين بأن هذا اليوم سيأتي ولو بعد حين، لذا لا يمل مجلس دبي الرياضي ولا يفتر حماسه، بل يزداد إيماناً بأن الذي لا نستطيع أخذه بصورة مباشرة الآن، فهو يؤثر فينا ولو بصورة غير مباشرة، وريداً رويداً يزداد المخزون المعرفي، لينطلق في العلن ذات يوم، ولعله يكون قريباً.

في الآونة الأخيرة شهدنا انتفاضة على المستوى الإداري الكروي، أثمرت عن وجود لجنة انتقالية لكي تصحح مساراً، واتخذت العديد من القرارات التصحيحية، وتدرس حالياً آلية انتخابية جديدة وهو عمل مهم لا شك في ذلك.

مثل هذه الانتفاضات تشعرك بأننا نتأثر بما يدور حولنا، وتؤكد أن في داخلنا مخزوناً تعلمناه من مثل هذه المؤتمرات، ومن تجاربنا، ومن تجارب غيرنا، ومن نجاحنا، ومن إخفاقنا.

في الآونة الأخيرة أيضاً اتخذ نادي الشارقة موقفاً اعتبرته احترافياً ورغم بساطة معناه إلا أنه كان دالاً على المخزون الذي أتحدث عنه، وفيه الكثير من الممارسات العملية والخبرات المكتسبة، فعندما أصيب نجم الفريق البرازيلي إيغور كورنادو، ونظراً لأهميته فقد سارعت لعلاجه، ولما تعذر ذلك في أوروبا المحتفلة بأعياد الميلاد، سارعت باستدعاء طبيب فرنسي متخصص، لإجراء العملية الجراحية له في أحد مستشفيات الإمارات، وبالفعل حدث ذلك، وتمت العملية بنجاح، وهو موقف احترافي سعى إلى كسب الوقت، وتقليص الفترة الزمنية حتى يعود اللاعب المهم إلى فريقه في أسرع وقت ممكن.

من أجل ذلك أقول دائماً إنه قد آن الأوان لكي نستوعب الدروس المفيدة، وأن ننغمس بجدية واهتمام في عالم الاحتراف الحقيقي، وأن نأخذ بمسرعاته التي تتناسب مع تجربتنا.

آخر الكلام: يبقى من المهم دائماً ألا ننشغل بالتغيير الجذري، فهو من شأنه أن يربكنا ويدخلنا في دوامة من الممكن ألا نكون على قدرها.

الأهم أن يكون لدينا برنامج زمني نسعى للوفاء به، وخطط مبسطة نسعى لتنفيذها بهدوء بعيداً عن الشعارات الجوفاء والكلمات الكبيرة.

 

Email