العملية 58 !

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت أمامي فكرتان لعنوان هذه المقالة، وأخذتني الحيرة وأنا أفاضل بينهما، الأولى كانت تتعلق بالهداف التاريخي علي مبخوت، والثانية كانت تخص المايسترو عمر عبد الرحمن، وقبل أن أكشف سبب انحيازي لأحدهما دعوني أتحدث عن الاثنتين معاً ولو بشيء من الإيجاز:

الفكرة الأولى اخترت لها عنوان «لعبة عمر»، وكنت أعني بها تلك الفترة التي شارك فيها اللاعب عمر عبد الرحمن من عمر الشوط الثاني أمام إندونيسيا، والتي انتهت كما تعرفون بفوز منتخبنا بالخمسة، حيث بدأ عداد الأهداف مع دخول «عموري» ودعونا نعترف أننا بدأنا نلعب كرة القدم بشكلها الصحيح ومذاقها الحلو وإنتاجها المثمر منذ لحظة دخوله، فقد ملأ منطقة المناورة وهيمن وربط الملعب، وقام بعملية التشغيل بشكل لافت، وتحول المنتخب إلى كتلة واحدة دفاعاً وهجوماً فكانت الأهداف واحداً تلو الآخر، ولعلني لا أنسى تحديداً «لعبة عمر» أو بمعنى آخر، تمريرته الطويلة الحاسمة في أول لمسة لأحمد خليل، لقد كانت من روائع التمرير البيني التي تجعلك في لحظة منفرداً، ومن سوء حظ خليل أن الكرة اهتزت لها الشباك من الخارج، وكانت ستكون من الأهداف التي لا تنسى لو لامستها من الداخل، فما أجمل الأهداف التي تأتي من أول لمسة وخاصة مع العائد خليل، وعزاؤنا أن «لعبة عمر» ستتكرر كثيراً بعد أن عاد لفورمته المعهودة.

الفكرة الثانية: هي التي فرضت نفسها على العنوان الذي أمامكم «العملية 58»، وبطلها هو الهداف الموهوب علي مبخوت، وهي عملية تسجيله ثلاثة أهداف متتالية «هاتريك» في مباراة إندونيسيا، ليصل بها في مسيرته مع المنتخب إلى الرقم 58 أو 57 «في رواية أخرى»، المهم أنه تجاوز رقم النجم الأسطوري عدنان الطلياني، وهي لحظة تاريخية لكرة الإمارات وليس لمبخوت وحده، وأعتقد أن الطلياني «أبوعدنان» هو أكثر الناس سعادة بقفزة مبخوت، والطلياني لمن لا يعرفه من الأجيال الجديدة شخصية فريدة من نوعها، عاشق كما كل أبناء جيله الذهبي المونديالي لتراب بلده، لا مانع عنده من تجاوز رقمه الذي ظل صامداً لسنوات طويلة، طالما أن ذلك يصب في مصلحة وطنه، فالأهداف والانتصارات تعلي من شأن الوطن قبل أن تعلي من شأن صاحبها.

ولمن لا يعرف أيضاً فعدنان ظلمه مركز التوثيق الدولي للهدافين، عندما تغاضى عن أهداف سجلها، ولم تحتسب واكتفى بـ 52 أو 53 هدفاً على ما أذكر وتلك قضية عشناها بكل تفاصيلها في أيامها إلا واحداً لم ينشغل بها كثيراً هو عدنان نفسه، فقد كان دائماً يهمه انتصار منتخب بلاده قبل انتصاره الشخصي!

آخر الكلام: سبحان الله، فوجه الشبه كبير بين شخص مبخوت والطلياني، وكلاهما نجم لا ينسى، يقدم مصلحة المنتخب على مجده الشخصي، والإمارات دائماً ولادة.

Email