لا تبحث عن الوهم يا صديقي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن أتحدت عن سالفة الوهم أريد أولاً أن أتحدت عن انطباع مبدئي حول انطلاقة كأس المحترفين الإماراتي، والانطباع جميل ينبئ بموسم مختلف أكثر قوة وإثارة عما حدث تحديداً في الموسم الماضي، شعرت بتحسن وبعمل مختلف وبصفقات أخرى في معظم الفرق لا سيما فرق القمة، لأننا في حاجة ماسة لتعدد مصادر القوى حتى لا تنحصر المنافسة بين فريقين اثنين.

المشهد يقول إن الوصل عائد بقوة ومعه الجزيرة، إلى جانب القوتين التقليديتين الأهلاوية والعيناوية، فقد ظهر من مباراتهما أنهما جاهزان بصورة أفضل عما مضى، ولفت انتباهي فريق بني ياس وأعتقد أنه سيكون له وجود مختلف عن مواسمه السابقة، ومبدئياً أيضاً أقول إن الشارقة لم يشعرني بقوته كونه بطلاً يدافع عن لقبه وأتمنى أن أكون مخطئاً، مع الوضع في الاعتبار بأن هذه الكلمات تدرك أننا في بداية موسم وفي بطولة مهما كانت قوتها فهي تختلف عن بطولة الدوري وأكرر مرة أخرى: إنها انطباعات مبدئية قد يخرج عن مسارها من لديه أفضل عما شاهدناه ولم يخرجه بعد.

أما عن حكاية الوهم فاذهب بها مباشرة ناحية صديقي العزيز أحمد الرميثي رئيس شركة كرة القدم بنادي الوحدة ،وهو قطب إماراتي بارز قبل أن يكون قطباً وحداوياً، والحكاية بدأت بـ«تغريدة» تقول في معناها «العتب على النظر فلقد بحثت عن المبادئ وميثاق الشرف في كتاب الرياضة فلم أجده»، والتغريدة جاءت في أعقاب رحيل لاعبين مميزين، هما البرازيلي ليوناردو، وقبله المغربي مراد باتنا رغم أن عقدهما كان سارياً، وكلاهما دفع الشرط الجزائي و«شرخ»!

وأقول للأخ العزيز أحمد الرميثي: لا تتحدث عن أشياء وهمية ليس لها وجود في الواقع وأنت أدرى مني بذلك، ميثاق الشرف يا صديقي بصفة عامة في الحياة وفي الرياضة أكذوبة ولعلي أعتقد أنها اختراع عربي بحت، نحن نعشق وصف أنفسنا بأشياء نتمناها ولا نأخذ بها، نحاول أن نتباهى بها على الغرب، لأننا عرب نعطي لأنفسنا في هذه الجوانب ما ليس فينا، لكنهم أكثر واقعية منا، يطبقون ما يعتقدون أنه صواب وليس مخالفاً للقوانين واللوائح ولا يهتمون كثيراً بأشياء هلامية أو غير واقعية.

من جانب آخر أقول، إن هناك وجهة نظر تقول: إن الاحتراف نظام حياة ليس له دخل بحكايا مواثيق الشرف والمبادئ طالما أن هناك التزاماً باللوائح والقوانين، اللاعبان اللذان غادرا الوحدة لم يخالفا اللوائح، فكلاهما دفع الشرط الجزائي المنصوص عليه في العقد تماماً مثلما حدث في الغرب، فقد انتقل البلجيكي إيدن هازارد من تشيلسي الإنجليزي إلى ريال مدريد الإسباني قبل نهاية عقده بعد دفع الشرط الجزائي ومن قبله دفع باريس سان جيرمان الفرنسي 220 مليون يورو شرطاً جزائياً لبرشلونة لكي ينتقل إليه البرازيلي نيمار قبل أن ينتهي عقده.

ليس هناك فارق بيننا وبينهم لأن الاحتراف لا يفرق ولا وجود لمواثيق طالما أنه ليس هناك إخلال باللوائح.

آخر الكلام

طالما كانت مواثيق الشرف في عالمنا وهماً في زمن الهواية البريئة، فما بالك بها في زمن الاحتراف، حيث لا يحكمنا إلا النظم واللوائح!

أعقلها وتوكل افعل مثلهم باللوائح، نحِّ العواطف ولا تبكِ على اللبن المسكوب.

Email