صيف كروي ساخن جداً !

ت + ت - الحجم الطبيعي

من كان يتوقع أن تكون الأحداث الكروية في هذا الصيف أشد من سخونة الطقس نفسه الذي ضرب جبال الجليد فأذابها ! لست في حاجة إلا لنظرة واحدة تجاه بطولة أفريقيا في القاهرة أو تجاه ما حدث في بطولة كوبا أمريكا التي انتهت منذ ساعات في البرازيل لكي تصيبك الدهشة أو تصبح مثلي مؤمناً بأن الدنيا تغيرت بصورة مرعبة وعليك أن تتقبل حتى تعيش، نعم التغير المدهش في كل شيء لم يصبح بعيداً عن كرة القدم، أليست صورة من صور الحياة!

تعال معي لكي نمر سريعاً على بعض الأحداث الغريبة في البطولتين في النقاط التالية ونبدأ بأفريقيا:

عندما تخرج مصر وهي البلد المنظم وصاحبة اليد الطولى في الألقاب والتاريخ، فقد كان ذلك متوقعاً من منتخب يتغنى الناس بحكايات لاعبيه وليس بفنهم! المشكلة أن هذا الخروج جاء مبكراً ودرامياً فأصاب الناس بحالة من الإحباط المتزايد الذي أخذ أشكالاً من السخرية طال اللاعبين جميعهم ومدربهم وأجهزتهم الإدارية بصورة تدق ناقوس الخطر لعلنا نفهم أو نعي أن أمجاد الأمس لكي تتجدد أو تتكرر في حاجة إلى عقول وأفكار وشباب، في حاجة لجدية وانضباط وعمل، في حاجة لانتفاضة تنسجم مع متغيرات الدنيا المتسارعة، منتخب مصر باتحاده ولاعبيه وإدارته ومدربه وإعلامه ومحلليه للأسف يعيش في الماضي، آخر من يعلم !

لكي تتأكد أننا في الإدارة والملعب نتحدث أكثر مما نعمل أنظر إلى منتخب مدغشقر الذي يشارك لأول مرة ويواصل نجاحاته وإقناعاته ويصل إلى الدور ربع النهائي ومن خلفهم جمهور ثائر جاء وراءهم يجلس في المدرجات مشجعاً ومسانداً بلا حدود.

المشهد العربي الذي أسعدنا أكثر من غيره هو فريق الجزائر الذي أصلح حاله مدرب وطني مخلص وجاد وكفء هو جمال بالماضي الذي أعاد الروح لمجموعة موهوبة وجادة تقاتل بشراسة، هذا هو الفارق، وهذا هو الفريق المرشح.

محمد صلاح لم يكن هو الآخر صلاح الذي نعرفه أحرجه زميله ساديو ماني الذي يقود السنغال نحو النهائي تماماً مثلما أحرجه رياض محرز مع الجزائر، محمد صلاح عندما يكون في منتخب مصر تصيبه العدوى ويتخلص منها عندما يذهب إلى بلاد الإنجليز !

وعندما نذهب إلى كوبا أمريكا تشعر بالسعادة لفوز البرازيل باللقب التاسع في تاريخها واللقب الخامس من الاستضافة الخامسة، اللقب يؤكد أن البرازيل ستظل البرازيل مهما جار عليها الزمن لبعض الوقت.

مازال طرد ميسي حديث الناس وربما يطغى على فوز البرازيل باللقب لقد نسينا في زحمة الأحداث أنه بشر، وعندما تراجع ما حدث لن تجد غرابة فهي لحظة انفعال لم يتجاوز فيها وفعل مثلما فعل اللاعب الآخر، لكن الحكم ظلمه بعقابه هو دون عقاب الآخر أو ظلمه باستخدام العقوبة القصوى لأنه ميسي!

آخر الكلام

زاد التحدي.. بعد خروج مصر أصبح نجاح البطولة مسؤولية شعب قبل أن يكون مسؤولية دولة.

Email