مذاق آخر يا أفريقيا !

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلما مرت الأيام على بطولة كأس أمم أفريقيا التي تستضيفها مصر حالياً، ازدادت إثارة وحلاوة ومتعة، لكنها متعة من نوع آخر، فالوجوه السمراء والأقدام الساحرة وهي تلعب لها بريق خاص ومذاق آخر، ربما كانت المهارات الفردية الملفتة أحد الأسباب، وربما كانت أيضاً أساليب الاحتفالات الغريبة والصاخبة والمدهشة بتسجيل الأهداف سبباً آخر مهماً، لكن الأمر المؤكد أنها جاذبية غامضة لا تستطيع أن تقاومها فكرة القدم مع البشرة السمراء غير!

ومع مرور الأيام أيضاً والانخراط في مباريات الجولة الثالثة من دوري المجموعات بدأت المنافسة تشتد والمستويات تتكشف والإثارة تتزايد ـ ولما كان الأمر شرحه يطول والمساحة لا تسعفني فسوف أتوقف عند بعض النقاط التي لا يجب تجاوزها على النحو التالي:

وضع المنتخب الجزائري نفسه في مقدمة الفرق المرشحة للقب بعد هذا الفوز الملفت على منتخب السنغال الذي يتقدم تصنيف القارة والذي كان مرشحاً فوق العادة، استوقفني في محاربي الصحراء الروح والإصرار والشراسة، إضافة إلى القدرات الفنية العالية للاعبين والانضباط التكتيكي والقدرات البدنية العالية وهذه باختصار سمات البطل لاسيما وأنك باختصار تستطيع أن تدرك أن وراء كل ذلك مدرب وطني اسمه جمال ماضي.

لا يستطيع أحد أن يتغافل عن ترشيح مصر فهي مرشح دائم بحكم الريادة والبطولات السبع ناهيك أنها صاحبة الأرض والجماهير، والكل يعرف في أفريقيا أن الفوز على مصر على أرضها من الأمور الصعبة والمعقدة، شخصياً لست سعيداً بمستوى مصر رغم التأهل والنقاط التسع والانتصارات الثلاثة المتتالية، فلا يكفي تألق لاعب واحد هو محمود حسن الشهير بتريزيجيه ولمسة سحرية على الطريقة الانجليزية من «مو» صلاح ورغم كل ذلك لا تستطيع استبعاد مصر من الترشح والمنافسة من أجل انتزاع اللقب الثامن.

القوى الأفريقية التقليدية مازالت حاضرة وتستطيع تحقيق الفوز حتى بدون مستوى مقنع، فمن يستطيع استبعاد الكاميرون أو ساحل العاج أو غانا أو تونس أو المغرب حتى مع وجود تعقيدات في صفوف بعضها في الدور الأول، نعم المفاجآت واردة والخروج المبكر ممكن لكنك لا تستطيع إغفال هذه القوى إلا في نهاية الدور الأول.

إذا كان مشهد حفل الافتتاح مبهراً فإن مشهد الجماهير المصرية بخاصة مع المنتخبات العربية بدأ يتزايد. انظر إلى التلاحم مع الجزائر والمغرب وتونس، أعتقد أن مشهد الجماهير سيكون ملفتاً في الأدوار النهائية وستبقى بطولة استثنائية بكل المقاييس حتى لو لم تفز مصر، لأن المشهد الأكبر، مشهد النجاح التنظيمي، والاستضافة المريحة الآمنة هو الهدف الأهم والأسمى، «فياما فازت مصر وياما ستفوز» !

كلمات أخيرة

استبعاد اللاعب وردة من قائمة المنتخب لسوء السلوك أحدث صدى هائلاً بين مؤيد ومعارض. ولعل تعاطف محمد صلاح معه وأحمد المحمدي خلق نوعاً من الرأي العام ضد قرار الاستبعاد.

عموما أنا شخصياً مع الضرب بيد من حديد عندما تكون الأسباب أخلاقية، لكنني بالتأكيد ضد الحكم بالإعدام. كان لابد وأن يعاقب حتى لا يعود لهذه المهازل وينتبه لنفسه. فالمستقبل مازال أمامه بشرط الاستقامة والرجولة وهما كفيلان بعودته يوماً ما.

Email