ميركاتو عيناوي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم أتفاجأ بهذا النشاط الكبير الذي يمارسه نادي العين حالياً في ضم لاعبين جدد خلال فترة الصيف الحالية، استعداداً للموسم الجديد، وهو ما نطلق عليه «الميركاتو الصيفي»، ولم يكن النشاط وحده الذي لفت انتباهي، بل الحركة المبكرة، وقناعتي أن العين لو لم يفعل ذلك لكان هناك شيء ما خطأ!

العين باختصار، استشعر موقفه الغريب الذي كان عليه، سواء على صعيد البطولات المحلية أو الأبطال الآسيوية، الذي كان فارسها الأول في يوم من الأيام، وقدرنا وقدره أننا لا نستطيع أن ننسى ذلك، وسنظل نذكره حتى يعيد الكرّة.

كان لا بد للعين أن يبكر، والأهم أن يركز في نوعية صفقاته، لأن الأمور لا تحتمل على الإطلاق موسماً آخر شبيهاً لموسم مضى!

في تقديري، كانت صفقة اللاعب البرازيلي كايو كانيدو، الذي لعب للوصل خمسة مواسم كاملة، صفقة ليست فقط من العيار الثقيل، بل دالة على أن العين مصمم على استعادة مكانته التي اهتزت، كما لم تهتز من سنوات طويلة، هذا اللاعب تحديداً أراه واحداً من أهم اللاعبين الأجانب في السنوات الأخيرة، وبحق، قدم خلاصة خبرته وإجادته لناديه السابق، الذي كان يملك لسنوات أفضل لاعبين على الإطلاق، إلى جانبه مواطنه ليما، ولا تسألني لماذا لم يحقق بطولة، فالعلم عند الله وعنده، وعموماً، هذا ليس موضوعنا الآن، لأنه موضوع شائك وغامض!

هذا اللاعب كايو لو استطاع أن يقدم ما قدمه مع الوصل، سيكون فارقاً بصورة ملحوظة مع العين، وكان جميلاً حقاً أن تنتهي الصفقة بين الناديين الكبيرين بصورة حضارية، فقد تم الانتقال مقابل 6 ملايين دولار، والصفقة على ما يبدو تخدم الطرفين معاً، أحدهما استفاد بالمال، والآخر استفاد بلاعب يعلم جيداً مكانة ناديه الجديد، إضافة إلى خبايا دورينا، وكلها مميزات.

لن أتحدث كثيراً عن الصفقات الأخرى التي تمت، أو التي هي في طريقها، فصفقة كايو تكفي للدلالة على النية المبيتة في الاختيار الصائب، بصرف النظر عن القيمة المادية، فلقد آمنا، شئنا أم أبينا، أن الغالي ثمنه فيه، وأن لكل لاعب قيمة تسويقية لمن يرغب في ضم الكفاءات والمواهب التي تصنع الفارق.

هذا هو العين، وهذه هي عادات الفرق الكبيرة، التي تعرف طريقها، فهي لا تتأخر كثيراً في العودة عندما يصادفها أحد المواسم العجاف، على غرار ما حدث من حرج في الموسم الماضي! وعندما أصفه بالعجاف، فلا عذر، فأنا لا أؤمن كثيراً بحكايات الحظ وخلافه، قناعتي أن من يزرع يحصد، هذه هي القاعدة، ودونها استثناء!

آخر الكلام: إذا بدر بذهنك أن هناك كثيرين يزرعون ولا يحصد إلا واحد، فأقول لك، إن زرعته كانت أفضل من زرعة غيره!!

Email