رائعة ليفربول!

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كانت كرة القدم فيها أوقات لا تنسى أو لحظات خالدة، فالفوز الذي حققه فريق ليفربول الإنجليزي على برشلونة الإسباني في نصف نهائي دوري أبطال أوربا من هذا النوع.

لقد أسقطوا نظرية المستحيل، قهروها، لقد حولوا هذه الكلمة العملاقة إلى لا شيء! معلوم أن فريق برشلونة هو أحد أعظم فرق كرة القدم، إن لم يكن أعظمها على الإطلاق، ويكفيه أنه يضم ميسي، أفضل لاعب على وجه الكرة الأرضية، ومعلوم أن الفوز عليه ليس بالأمر السهل، فما بالك أن يكون فوز ليفربول في مباراة العودة بالأربعة، بعد أن كان مهزوماً في مباراة الذهاب بالثلاثة، وهذا التحول الذي يسمونه «ريمونتادا»، تكمن فيه القصة كلها، قصة كلمة المستحيل، التي أصبحت بعد اليوم كلمة عادية، بعد أن كانت شامخة كالجبال!

عندما سألوا المدرب الألماني يورغن كلوب، الذي يؤكد بلا جدال، أنه أفضل مدرب في العالم، عندما سألوه ماذا حدث؟ قال دون أن يفكر، لا أعرف! قالها بمنتهى التواضع، في لحظة هي الأروع في عالم كرة القدم، لقد اعترف أنه لا يصدق ما حدث، وأن كل ما قاله للاعبيه، كان من باب محاولة تحسين الصورة أمام جماهيرهم، لا سيما أن المباراة تقام في ملعبهم العريق، قال كلوب إن الأمر في مثل هذه المشاهد العبقرية، لا يرتبط بتكتيك مدرب، بل بأشياء أخرى استثنائية، تخص اللاعبين، أشياء أكبر من الروح القتالية الفذة، أو العقلية المنتصرة، التي بالفعل هزمت المستحيل!

كل من شاهد ما حدث بعد المباراة، من حالة توحد رائعة بين الفريق في الملعب، وجماهيره في المدرجات، عندما تغنوا معاً وأنشدوا «أبداً لن تمشي وحيداً»، لقد أشعرونا أنهم في معبد، وليسوا في ملعب لكرة القدم! لقد كان كل من شاهد هذه اللحظات، يتمنى أن يكون معهم، أن يكون جزءاً منهم، هكذا تفعل كرة القدم، تهدي أصحابها اللحظات الأسعد في هذه الدنيا!

شخصياً، لا أعتقد أن جماهير ليفربول من الممكن أن تشعر بحجم السعادة التي شعرت بها، حتى لو فاز فريقها باللقب، فالفريق القادم، مهما كان، ليس أفضل من برشلونة، والمباراة القادمة، مهما كانت، لن تشهد الظروف التي شهدتها «ريمونتادا» التحول من الهزيمة بالثلاثة إلى فوز بالأربعة، في نصف نهائي أغلى بطولات العالم، والتي ستبقى تاريخية، ولن تسقط أبداً من الذاكرة!

آخر الكلام:

Ⅶ كم كانت الأقدار جميلة، وهي ترحم ليفربول، لا سيما أن لقب الدوري الإنجليزي غالباً ما سيذهب إلى المنافس العنيد مانشستر سيتي «الأحد»، فهو لن يفرط في فارق النقطة، سيبقى حلم آخر، هو دوري الأبطال!

Ⅶ الكرة الجماعية ستبقى السر الأبدي لكرة القدم، لقد حقق ليفربول أروع انتصاراته على مر التاريخ، من دون أفضل لاعبيه، صلاح وفرمينيو، وعاش برشلونة أسوأ لحظاته على الإطلاق، في وجود ميسي!

 

Email