«المحترفون» درجة ثالثة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المصادفات الغريبة أنه عندما يبلغ دوري المحترفين لكرة القدم الإماراتي عامه العاشر يصبح الأكثر سوءاً من الناحية الفنية والأقل إثارة، وربما كان أيضاً الأقل جماهيرية بعد حملات المقاطعة والغياب المحلوظ، وإذا كان هناك من إنصاف فهو يرتبط مباشرة بفريق الشارقة وجماهيره الحاضرة دائماً بفعل صدارة فريقها الدائمة من بداية المسابقة وحتى الآن دونما خسارة، نعم ملك الصدارة وجماهيره هما اللذان يحاولان إنقاذ المسابقة، وإذا كان هناك من إثارة أحادية الجانب فهي ترتبط مباشرة بالحالة والهالة التي أحاط بها الفريق الشرقاوي نفسه بصدارة 10 نقاط وبحاجة 6 نقاط فقط من أصل 5 جولات متبقية، يعني باختصار الحكاية منتهية ومن وقت طويل نظراً لقوة شرقاوية حقيقية، في مقابل خيبة أمل غريبة ومستوى متراجع ومتذبذب من المنافسين وهم الجزيرة والأهلي والعين والوحدة!

وإذا نظرت إلى أسفل الدوري حيث معركة البقاء، وإذا نظرت أيضاً إلى معركة الصعود في دوري الدرجة الأولى المعروف بدوري الهواة سوف تكتشف من دون عناء أن دوري المحترفين يحتل الدرجة الثالثة في الإثارة هذا الموسم! ويكفي أن تعلم أن دوري الهواة مثلاً شهد انقلاباً مثيراً في الجولة قبل الأخيرة، ولا أحد يستطيع أن يتكهن بالفريقين الصاعدين لأضواء دوري المحترفين إلا يوم 26 الجاري، موعد الجولة الأخيرة، نظراً لتشابك المنافسة بين ثلاثة فرق وهي خورفكان وحتا والعروبة، الأول استعاد الصدارة بفوز مثير قلب فيه النتيجة على مصفوت ثلاثة مقابل اثنين، برصيد 35 نقطة، والثاني قفز إلى الوصافة برصيد 34 نقطة بفوز بالأربعة على مسافي وبفارق المواجهات المباشرة عن العروبة الذي تراجع إلى المركز الثالث بعد التعادل مع الحمرية بهدف.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه الإثارة حتى الرمق الأخير في دوري الهواة، تبلغ المنافسة أشدها في معركة البقاء بدوري المحترفين، فالمطلوب اثنان من ثلاثة وهي الإمارات والفجيرة ودبا، وقد أشعل فريق دبا الصراع بتعادله الملفت مع الجزيرة بهدفين مؤخراً، إلى جانب خسارة الإمارات من فريق النصر المنطلق بالثلاثة، ليصبح الموقف متقارباً جداً قبل النهاية بـ5 جولات، حيث للإمارات 15 نقطة ونفس الرصيد للفجيرة قبل الأخير، في مقابل 12 لدبا وأمل يتجدد رغم المركز الأخير.

وهكذا تجد أن «الناس إللي تحت» تنوب عن دوري المحترفين في إنقاذ الموسم، ولولا النجم الشرقاوي الأوحد الذي أوجد حالة للتأمل، ولولا جماهيره المتعطشة لكتبت لجنة المحترفين لافتة عريضة مكتوباً عليها «مغلق للتحسينات»!

** آخر الكلام: النجم الساحلي التونسي أول مرة بطل للعرب، خيط رفيع يربط بين جمال العين وأصيل سوسة.

Email