قاهر اليوفي والريال!

ت + ت - الحجم الطبيعي

من حقه أن يكون الآن هو المرشح الأول للفوز بلقب أبطال أوروبا، إنه فريق أجاكس الهولندي، الذي قهر اليوفنتوس الإيطالي، بنجمه اللامع كريستيانو رونالدو، وقهر من قبله ريال مدريد، صاحب اللقب القياسي، بفوزه بآخر ثلاث نسخ، وحرمانه من لقب رابع كان يرنو إليه هو وكريستيانو معاً، رغم بعد المسافة حالياً بين الاثنين!

الفريق الهولندي صاحب المفاجأة المدهشة، أثبت أن المفاجأة لم تكن فقط في إبعاد اليوفنتوس المرشح الأول للبطولة، وإفشال مساعيه وإحباطه، حيث كان قد تعاقد مع النجم كريستيانو من أجل الفوز بهذا اللقب الكبير، بعد أن شبع من الألقاب المحلية، وآخرها لقب هذا الموسم، بل المفاجأة كانت تكمن في هذا العرض الممتع الذي قدمه، وحوّل من خلاله تأخره بهدف، إلى التقدم بهدفين، في استاد مدينة تورينو، معقل السيدة العجوز، فالداخل إليه مفقود، والخارج منه مولود، غير أن الفريق الهولندي أثبت العكس.

وقدم عرضاً في فنون اللعبة، جعلت كل من شاهده يبادر بترشيحه، ليس هذا فحسب، بل وجّه البوصلة إلى عشاق كرة القدم في العالم، إلى الدوري الهولندي، حيث يوجد، حتى لا تفوتهم مشاهدة الكرة الجميلة، فقد أثبت أن الكرة الهجومية والمهارات التي تنتزع الصيحات، لا تتعارض مطلقاً مع مكونات الكرة الحديثة، التي تعتمد في المقام الأول على ثلاثة عناصر، هي السرعة والقوة واللياقة، فهو يملكهما، إضافة إلى جمالياته، ليضع كل شيء من الممكن أن يتمناه المشاهد في سلة واحدة!

والمدهش حقاً، أن هذا الفريق معظم عناصره، إن لم يكن كلها، من الشباب الذين هم في مقتبل العمر، ويكفي أن تعلم أن كابتن الفريق، واسمه ماتيوس دي ليخت، لا يزيد عمره على 19 سنة، وهو نفسه الذي سجل هدف الفوز الثاني، بعد أن كان التعادل بهدف لا يكفي لتأهل فريقه، حيث كانت نفس نتيجة مباراة الذهاب في أمستردام.

وبالتأكيد، سيأتي في ذهنك سؤال يقول كيف للاعب عمره 19 عاماً، ويحمل شارة الكابتن، والإجابة، لأن أولاً كلهم شباب في بداية العشرينيات، ولأنه ثانياً، ليس فقط لاعباً هولندياً، بل هو الوحيد الذي تربى وترعرع منذ صغره في ساحات ناديه أجاكس، فحمل الإشارة تكريماً وتقديراً لدور ناديه في تربيته وتكوينه، ولأنه أيضاً موهبة نادرة، تسعي للفوز بها كل من إدارة ناديي ريال مدريد وبرشلونة معاً!

آخر الكلام

شخصياً، قلت في نفسي، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وأنا أشاهد لاعبين أشكالهم تسر الناظرين، لكن هذه المناظر الجميلة تم مزجها بفعل العمل الجاد، بأجساد قوية مدربة على التحمّل والبأس والقوة، وهكذا تصقل الموهبة، حقاً، إنه فريق المتعة والشباب والجمال، انتظروه!

Email