معركة شخصية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت سعيداً في الآونة الأخيرة، وأنا أقرأ كلمات أدلى بها شخصيتان من الإمارات، لهما حضور دولي وآسيوي بارز، هما أحمد الكمالي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى، والمترشح لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي في انتخابات سبتمبر المقبل، وأسامة الشعفار رئيس الاتحاد الآسيوي للدراجات، فقد نقلا تجربتهما الناجحة من أجل إفادة من يهمه الأمر، حتى لا يتكرر فشلنا في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مؤخراً!

وأتفهم أنه قد لا يتفق بعضنا مع أساليب بعض المرشحين، وفي المقابل، قد يتفق آخرون من منطلق أن الانتخابات لعبة لها أصولها، ولها منطقها، ولها ثوابتها ولها رجالها، ومن لم يعرف هذه الأصول ويجيدها ويتقبلها، فالأفضل له أن يبتعد!

دعونا نأخذ من تجربة الكمالي والشعفار ما يفيدنا، فهما تجربتان ناجحتان بكل المقاييس، ويكفي أن نعلم مثلاً أن الكمالي في الدورة الثانية لانتخابات الاتحاد الدولي، حقق نسبة مذهلة من الأصوات لم تحدث من 100 سنة على مستوى هذا الاتحاد الصعب والمعقد، وهذه معلومات لا يعرفها معظم الناس المغرمون بكرة القدم فقط، رغم أن انتخابات أم الألعاب العالمية، أصعب وأشرس من انتخابات الكرة، وبخاصة في آسيا، التي يفوز رئيسها بالتزكية يا صديقي!!

قال الكمالي، وهو «لعيب» انتخابات، إذا جاز التعبير، قال كلمة ترن في الأذن، تقول من يريد أن ينجح فليجعلها معركته الشخصية، ولا يعتمد فيها لا على اتحاد ولا على أي مؤسسة أخرى، بل يعتمد على نفسه فقط!

وعندما سألوا الشعفار، الوجه الإماراتي المشرف خارج الحدود، عن أهم أسباب نجاحه، اعترف بعد تعب الـ 6 أشهر وزياراته لأكثر من 30 دولة، أنه نجح بدعم رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، وقال كلمة في غاية الأهمية «الرياضة الإماراتية تفقد الكثير، بسبب الابتعاد عن المجلس الأولمبي الآسيوي»!!

الكمالي، وهو قطب انتخابي دولي بالمناسبة، قال إن الذي يريد أن ينجح خارجياً، لا بد أن يكون متمرساً، وله مشروع ناجح داخلياً، وأن يخطط قبل الانتخابات، ويبدأ حملته في الوقت المناسب، ويوجد في البطولات والجمعيات العمومية والمناسبات الدولية بصفة دائمة، وأن يبني علاقات دولية قوية، وأن يزور الناس في بلدانهم «زار 150 دولة»، وألا يبخل بأمواله «صرف حوالي 4 ملايين درهم من جيبه الخاص».

قد تتفق مع الشعفار أو لا تتفق، عندما يربط النجاح بالمجلس الأولمبي الآسيوي، لكن هذا هو الواقع يا سيدي! وقد لا تتفق مع الكمالي عندما يقول إنه صرف 4 ملايين، لكنني أصدقه.

كلمات أخيرة:

قاعدة انتخابية «هناك أصوات لا بد من التعب عليها».

Email