شهر الحب والخيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يصبح كأس دبي العالمي للخيول بعد أن بلغ عامه الرابع والعشرين ميداناً لواحد من أشهر سباقات الخيل في العالم فحسب، ولم يعد شوطه الرئيسي بمثابة الأغنى والأقوى والأروع فحسب، بل أصبح بالنسبة لصنّاعه ومؤسسيه ميداناً لحبٍّ يتجدد من عام إلى عام، ينتظره العاشقون بفارغ الصبر.

هذا المعنى ليس من عندي بل هو ما عبّر عنه فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فقد قال بسعادة غامرة بعد السباق: «كل سنة لديّ حب جديد في الخيل، فهناك خيل صغيرة أتمناها وأرغبها وأختارها، وكل سنة يتجدد هذا الحب».

إنه شهر مارس من كل عام، هو إذن شهر الخيل والحب والجمال.

ولأن هذا هو حال المحبين فقد كانت أمسية مختلفة تعالَ واستمتع معي بما أسفر عنه وجاء به:

أولاً: هذا الرهان لم يأتِ صدفة بل كان وراءه مالك صاحب رؤية وصاحب قرار وتخطيط وتكتيك من فرس أصيل وفارس ماهر ومدرب خبير هو الإماراتي سعيد بن سرور .

ثانيا: جاء سباق هذا العام بما لم يأتِ به على مر السنين، جواد إماراتي لم يبلغ العام الخامس من عمره، اسمه «ثندر سنو» يحتفظ بلقبه للعام الثاني على التوالي في إنجاز تاريخي غير مسبوق، نعم يحدث ذلك ليس في عالم الإنسان بل في عالم الحيوان!

ثالثا: كان ذلك هو رهان أبناء الإمارات، جهروا به قبل السباق، أعلنوه، ورغم أنه لم يحدث من قبل آمنوا بحدوثه، لقد قالوا وفعلوا، أمام أعين الدنيا وأمام أفضل مُلاك الخيل في العالم.

رابعا: فاز «سنو» بفارق أنف، وبأسلوب يحدث الإثارة والمتعة لكل مَن له في السباقات وكل مَن ليس له، فقد جاء من الخلف للأمام في توقيت عبقري، وظل يدفع ويدفع إلى أن مدّ أنفه مع خط النهاية محققاً الفوز المدهش.

خامساً: نعم كانت أمسية مختلفة عبّر عنها ضيوف الإمارات من أمريكا وأوروبا وآسيا، لقد أبدوا سعادتهم الغامرة بالتنظيم، ناهيك عن كرم الضيافة والحفاوة.

سادساً: ستظل أسطورة «ميدان» شاهداً على خيال هذا الشعب، المكان الذي بنته الإمارات في قلب الصحراء فأصبح نابضاً بالحياة، جالباً للسعادة، موطناً للجمال، مسرحاً للتنافس العالمي في أبهى صوره.

آخر الكلام

كأس دبي العالمي ستظل شاهداً على القدرات الإماراتية في التنظيم والتنافس معاً، كان شعار أول سباق مع سيجار وآخر سباق مع سنو وفي قلبيهما العملاق الذي لا ينسى دبي ميلينيوم.

Email