هذا ليس مدحاً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن المقصد من مقال الأمس، تحت عنوان «مارفيك وعموري»، هو امتداح الهولندي فان مارفيك مدرب المنتخب الوطني الجديد، وأثار المقال بعض الانتباه بين من أثنى ومن انتقد، لكني أتوقف عند الانتقاد، فهو الأهم، فقد رأى بعضهم أنه ليس من المناسب امتداح المدرب الجديد الآن قبل نرى عمله، وبالطبع أتفق، فثقافتنا تاريخياً، سواء مع المنتخبات أو الأندية، أن نزف المدربين حين التعاقد معهم، وندير لهم أظهرنا عند رحيلهم، وعموماً، أقول إن الهدف من المقال، كان محاولة لفهم سمات المدرب وشخصيته من خلال كلماته الموجزة، بعد توقيع العقد معه، لا سيما أن هذه الكلمات كانت محترمة، وتؤكد أننا أمام نوعية من المدربين الذين يتمتعون بشخصية قوية، وما أحوجنا إلى ذلك في المرحلة المقبلة، إضافة إلى أنه لم يعطِ وعوداً براقة، بل أكد أن المهمة لن تكون سهلة، وإذا كان قد أشار أنه جاء للإمارات من أجل كأس العالم 2022، فقد قال ذلك من باب توصيف الحالة، ولم يقل صراحة إنه سيحقق هذا الهدف، ومعلوم أن الأهداف الكبرى تتحقق دائماً بتعاون كل الأطراف، لا سيما اللاعبين، لأنهم أدوات التنفيذ.

عموماً، ليس هناك ما يمنع بالطبع من التفاؤل، سواء بهذا المدرب، الذي يملك تاريخاً جيداً، أو بمن حوله الذين استوعبوا الدرس، فنحن دون تفاؤل، لن نجني شيئاً، وسنكون أشبه بالمتربصين، وهذا لا يجوز، مهما كانت الآلام التي أصابت الجماهير تحديداً في المرحلة الماضية، وجعلها تفقد الثقة، وتنفض إلى حال سبيلها!

ولعلي أعترف أن مقال الأمس، بعيداً عن المدرب، كان فيه مديح مباشر لجهتين، وكنت قد تعمدت ذلك، حتى يعلم الجميع أنه ليس هناك ترصد لأحد، وأن من سيجيد في عمله، لا بد أن يأخذ حقه، كانت الجهة الأولى، هي لجنة المنتخبات، برئاسة عبد الله ناصر الجنيبي، فقد رأيت أنها تدبرت كثيراً، ودرست الأمر بعناية، حتى تتوصل إلى اختيار المدرب الذي نراه مناسباً، وفي ظني أن مسألة المدرب المناسب أشبه بحجر زاوية، فهو يختصر علينا كثيراً من الوقت، لو كانت «الكيميا» مشتركة، والعكس صحيح، وتاريخنا حافل بهذا المعنى.

أما الجهة الثانية، التي مدحتها، كانت تخص لاعباً في موهبته، هو عمر عبد الرحمن، والسبب في ذلك، كان المدرب نفسه، الذي كان ممتناً لوجود مثل هذه الموهبة في المنتخب، مؤكداً أن هذه النوعية تسر المدربين، وتساعدهم في تنفيذ خططهم.

آخر الكلام

** عموماً، أتفق مع كل الآراء التي تقول المهم أن نرى شيئاً مختلفاً على أرض الواقع من المدرب الجديد ومن حوله.

Email