أجمل خبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا قلت هو اختيار صادف أهله، فما الجديد!

إذا قلت إنه اعتراف بفضل، وتقدير لمكانة، وتثمين لتاريخ، فما الجديد!

لكنني أكتب من منطلق أنه أجمل خبر، فقد كان وقعه على نفسي جميلاً، فأنا واحد من الناس، وهم كثر، الذين يقدرون سمو الشيخ حمدان بن راشد نائب حاكم دبي، وزير المالية، والقطب الرياضي البارز، صاحب الرأي والرؤية الثاقبة للكثير من قضايانا الرياضية، التي لم تستقر على حال حتى الآن!

فوز سموه بشخصية العام الرياضية، هو انتصار لكل صاحب فكر، ولكل من يقول رأيه بشجاعة، غير عابئ بردود الأفعال، وغير عابئ بأن ينسجم هذا الرأي مع الجموع أم لا، هو يقول دائماً ما يعتقد أنه صواب، حتى لو كان ضد التيار!

أذكر له موقفاً دائماً وأبداً ما يراودني، كنت لا أوافقه الرأي أيامها، لكنني مع الأيام، ومع التطبيق، علمت أنه كان بعيد النظر، أنه كان يرى ما لا أراه على المدى البعيد!

في الثمانينيات من القرن الماضي، بدأنا الحديث عن ضرورة الأخذ بالاحتراف في عالم كرة القدم، لأنه كان السبيل لمن يريد أن يكون بطلاً، أو أن يكون ذا شأن في المحافل العالمية، لأن العالم من أيامها كان قد ودع زمن الهواية التي أصبحت لا تصلح إلا لمفهوم الرياضة للجميع!

وعلى الرغم أن »الحلال كان قد بين والحرام قد بين«، إلا أن المجتمع لم يكن مستعداً أيامها لتقبل الفكرة، لسبب بسيط، أن الجديد دائماً ما يلقى مقاومة، لا سيما من هؤلاء الذين لا ينظرون إلا تحت أقدامهم!

كنت أحد المتحمسين جداً للأخذ بالنظام الجديد على الفور، كسباً للزمن والوقت، لأنني كنت على يقين أننا سنطبقه يوماً، وطالما الأمر كذلك، فالتبكير أفضل، وربما هذه الحماسة، هي التي دفعتني لمواجهة ما زلت أتشرف بها، رغم مرور السنين الطويلة، والمواجهة كانت مع سمو الشيخ حمدان بن راشد شخصياً!

في مطلع التسعينيات، تزايد الحديث عن الاحتراف، لأن الكثير ممن حولنا أصبح يأخذ به ويتطور، ونحن نراوح! وعلى ظهر اليخت الفهيدي، الذي كان سمو الشيخ حمدان يتابع منه السباق البحري السنوي الشهير، المعروف بسباق »صير بو نعير«، كنا نتشرف بلقاء إعلامي موسع مع سموه، ونتحدث معه بصراحة تامة، من منطلق قلبه الكبير الذي يتسع للآراء المخالفة.

كنت أحد الذين يخالفونه الرأي، حيث كنت أعتقد أيامها أنه ضد الاحتراف، ونظراً لأنه شخصية كبيرة مؤثرة، فقد كان يقف حجر عثرة أمام تطبيقه، هكذا كنت أرى!

كان الشيخ يرفض أن تتحول أنديتنا التقليدية إلى الاحتراف، لأنها أندية حكومية، وجدت لكي ترعى الشباب وتحول بينهم وبين الانحراف، وكان يقول دائماً، البلاد فيها خير، وفيها جهات كثيرة وشخصيات قادرة على تكوين فرق احترافية، بعيداً عن الحكومة وأنديتها.

كان يقول ويجهر بالقول، من يريد أن يحترف فليحترف، أهلاً وسهلاً به، ولكن بعيداً عن الأندية التي ترعى الشباب كل الشباب.

أتذكر ذلك، عندما أرى حالنا الآن، وهو لا يسر، للأسف، فقد اعتمدنا على الحكومة وما زلنا، أسرفنا وضللنا الطريق!

أتذكر ذلك، وأنا أرى الحكومة تنذر وتتوعد، وتقرر أن ترفع يدها بعد بضع سنوات لا أكثر!

نعم، أتذكر كلماته الآن، التي كانت ترى أن الاحتراف لا يجوز إلا من خلال القطاع الخاص ورجال الأعمال، إنه في مضمونه نفس القرار يا شيخ حمدان، الذي اعتمدته السعودية مؤخراً، فقد رفعت يدها، وأعلنت خصخصة الأندية وبيعها!

كلمات أخيرة

من زمان، وأنت ترى ما لا نراه يا شيخ حمدان، مبروك علينا الجائزة.

Email