كنت شجاعاً يا زعيم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يريد كأس دوري أبطال آسيا الغالي لا بد أن يكون شجاعاً.

في العام الماضي فقده النادي الأهلي، الذي كان مهيأ له، لأنه لم يكن شجاعاً في مباراة الذهاب بالإمارات، وعندما استرد شجاعته في ملعب المنافس الصيني كانت الطيور قد طارت بأرزاقها!

العين أمام فريق شومبوك الكوري بالأمس هناك في الشرق البعيد على ملعب المنافس، وبين جماهيره المرعبة، وفي أجواء مشحونة كان شجاعاً كعادته، لم يرهب، لم يخف، لم يرتعد فلعب، وكانت الثمار أداء مطمئناً مقنعاً، ينبئ بما نريده إن شاء الله في مباراة العودة بدار الزين يوم السبت المقبل.

نعم، خسر العين المباراة بنتيجة هدف مقابل هدفين، وهي خسارة، في تقديري، كان لا بد منها، منطقية، فالعين يلاقي بطل كوريا، على أرضه وبين جمهوره، وفي المباراة الأولى للنهائي، والمنافس كان يعرف ماذا تعني المباراة الأولى بالنسبة له.

لذا كان طبيعياً أن يؤدي أداء انتحارياً من أجل تحقيق الفوز قبل أن يأتي إلى العين، فالداخل إليها مولود، والخارج منها مفقود إذا كان الأمر يتعلق بلقب في حجم ومكانة لقب بطل دوري أبطال آسيا!

ورغم الأجواء، التي لا يقدرها إلا من كابدها، وعايشها على الطبيعة في ملعب المباراة، فإن الزعيم الإماراتي نجح في تحييد النتيجة في الشوط الأول بتكتيك بارع من المدرب، وتنفيذ صارم من اللاعبين، ثم فاجأ خصمه بهدف ولا في الأحلام في الشوط الثاني، وهو هدف.

إضافة إلى أنه لا يصد ولا يرد من نجم المباراة الكولومبي أسبريلا، سيكون له وقع السحر في نفوس الزعيم عندما يأتي يوم السبت المقبل، فهو الهدف الذي يقرب بيننا وبين لقب أغلى ألقاب القارة، فهو هدف يحتسب بهدفين عند اللزوم، وهذا يعني أمرين: الأول أن العين سيلعب على فرصة واحدة هي الفوز.

ولا غيره وهذه، كما علتنا التجارب أفضل كثيراً من «مرجيحة» الفرصتين، التي غالباً لا تطول معها «لا عنب الشام ولا بلح اليمن!» أما الثاني، ثاني أفضال الهدف العيناوي، الذي سجله هناك، أنك من الممكن أن تفوز باللقب إذا انتهت المباراة بهدف واحد مقابل لا شيء!

من أجل كل ذلك نحييك يا زعيم، ونشد على يديك، فقد قدمت كل ما في وسعك، وسجلت وهددت، وأضعت، وكنت نداً فوق العادة، ولا يعيبك أبداً أنك خسرت بهدفين مقابل هدف، فهذا ربما يكون حق الفريق القوي صاحب الأرض، تماماً مثلما سيكون حقك يوم السبت المقبل!

كلمات أخيرة

لا تنتبه يا سيدي لمن في قلوبهم مرض، يقولون نتوقع، وهم في الأصل يتمنون!

لا تنتبه يا سيدي لعشاق كلمة لو، فهذه الكلمة لو تأملت فيها ستتعبك، وتؤثر عليك، وهذا ما يريده من لا يريدون لك الخير!

«كان بالإمكان أفضل مما كان»، أيضاً لا أحبها الآن، فقد أدى العين واجبه على أكمل وجه، سجل وتقدم، ولم يضع عموري الفرصة، التي لاحت له، بل خطفها بيمناه على أحسن ما يكون، لكن الحارس كان يقظاً ولم يسمح للكرة الخبيثة الذكية بالمرور، كما أن أسبريلا حاول وحاول حتى سجل واحداً من أروع أهدافه ربما في حياته، وكذلك حاول إسماعيل برأسه أكثر من مرة، فماذا تريدون!

«أديت ما عليك»، وما عليك منهم، فقط اعلم أن مباراة العودة، مباراة الوعد، في حاجة إلى التضحيات نفسها، وفي حاجة إلى الشجاعة نفسها يا قلب الأسد!

Email