«مهدي رايح جاي!»

ت + ت - الحجم الطبيعي

فاض الكيل، فمن يوقف هذه الثرثرة!

فاض الكيل، فمن يوقف هذا العبث، الذي يتطاير كل دقيقة في وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكاله وألوانه!

فاض الكيل، فمن له، ومن ليس له، يثرثر، بحجة أنه يقول رأياً، بحجة أن الرأي مكفول، ويا ليته كان رأياً، بل مجرد انطباعات ساذجة غير مسؤولة، أو بمعنى آخر، هي أشبه بترويج إشاعات، أو ادعاءات بالعلم ببواطن الأمور، أو تصفية حسابات، وكلها أمور تندرج تحت مسميات الكلام الفارغ أو «الهرتلة»، سمها كما شئت!

أصبح مهدي «رايح وجاي» قضية القضايا، شغلنا الشاغل، وكأن كل شيء أصبح مثالياً، وكأن الثوب الأبيض لم يصبح فيه إلا ثقب واحد اسمه مهدي!

بالمناسبة، أنا لا أهدف من وراء هذه الكلمات الدفاع عن مهدي رغم أن ذلك ليس جريمة!

الكل بلا استثناء أصبح مفتياً، أصبح خبيراً، لم يصبح فقط مدرباً، بل مديراً فنياً، لم يصبح عضواً في مجلس إدارة أو في لجنة متخصصة مهمة، بل أصبح رئيساً، يقرر ويوجه ويأمر، ماذا دهانا!

على هذا النحو، لا يمكن للمنتخب أن يصل إلى المونديال، حتى لو كان البرازيل، ولو دربه الـ«سبيشيل ون» !

ما هذه البيئة الطاردة المتجاوزة، ما الذي أوصلنا لهذه الحالة المرضية؟!

كيف يعمل أي مدرب في هذه الأجواء، كيف يكون طبيعياً يؤدي دوره والسكين على رقبته، سواء كان مهدي أو كان غيره!

كيف يفكر أصحاب الشأن، كيف يتخذون القرارات، كيف يهتدون للصواب في أجواء مشحونة، وكأن المنتخب قد ارتكب خطيئة أو جلب لنا العار!

هذا المنتخب بقيادة مهدي، سواء كنت أحبه أو لا أحبه، سواء كنت أريده أو لا أريده، ما زال حتى الآن في صلب المنافسة، رصيده من النقاط، 9 يتساوى بها مع أستراليا، ولا يفصله إلا نقطة واحدة عن صدارة السعودية واليابان!

ماذا كان سيحدث لو كنا في المركز الأخير بلا نقاط مثلاً، هل كنا طالبنا بتوقيع عقوبة الإعدام على مهدي ومن معه!

كلمات أخيرة

Ⅶأحترم فقط الآراء، التي ينطبق عليها كلمة رأي، والرأي له معاييره وأسانيده ودلالاته ومعانيه ومعلوماته وناسه، وليس مجرد انطباعات أو محاكاة أو شماتة أو حب وكره أو غيره كما نشاهد!

Ⅶأحترم، فقط، الرأي عندما يأتي من أصحاب الفكر وليس من البهلوانات والمهرجين والمنتمين والمنتفعين!

Ⅶشخصياً، مع التأني والدراسة العميقة قبل اتخاذ أي قرار مصيري، وإذا كانت مصلحة الإمارات في رحيل مهدي فأنا معها، وإذا كانت في بقائه فأنا أيضاً معها، المهم أن نكون قادرين على الدراسة الموضوعية لكل الأطراف، وليس لطرف واحد، ولكل الظروف وللقياسات المضبوطة بيننا وبين المنافسين، وكيفية توظيف الفترة المقبلة لعمل نهضة حقيقية ملموسة!

Ⅶأقسمت قبل ذلك أنني لست ضد مهدي، لأنها الحقيقة، التي لا تتعارض أبداً مع مطالبتي له ذات يوم بعد التصفيات الأولى أن يقيس هو الأوضاع، ويتخذ هو القرار بالرحيل، إذا كان ذلك فيه مصلحة للمنتخب، لكني أبداً لم أطالب بإقالته!

Ⅶحتى لو غير الناقد رأيه فليس عيباً، بل أراه ضرورة، لأننا في ميدان متغير متحرك، فارق كبير بين تغير المواقف تبعاً للظروف، وبين المبدأ الذي لا يتغير!

Email