مباراة ليست كالمباريات!

ت + ت - الحجم الطبيعي

مباراة منتخبنا الوطني أمام العراق اليوم ليست كالمباريات!

هي واحدة من أخطر مباريات منتخبنا في عهد المدرب مهدي، إن لم تكن الأخطر على الإطلاق!
هي مفترق طرق على طريق حلم الوصول لكأس العالم «روسيا 2018»!

حتى مفترق الطرق هو الآخر غير عادي، فالطرق هذه المرة ملتوية ومتشابكة ووعرة، ولا يصلح معها إلا سيارة دفع رباعي عنيفة، أو عربة مجنزرة إذا جاز الوصف!
إذا كنا نُصبّر أنفسنا دائماً بمقولة إن المشوار لايزال طويلاً، فهو بالفعل كذلك، بشرط أن تفوز اليوم بالنقاط الثلاث دونما هوادة أو تفكير، ولابد أيضاً مع الفوز من أداء يبث الطمأنينة في نفوس الجماهير التي اهتزت كما لم تهتز من قبل!

الخسارة، لا قدر الله، أو التعادل، لا قدر الله أيضاً، لا يجعل المشوار قصيراً فقط، بل يجعله أشبه بالسراب الذي تراه ولا تطوله!
نحن نعرف ذلك، ومهدي يعرف واللاعبون يعرفون، لكن كل ذلك لا يكفي!

التعامل مع مباراة اليوم لابد أن يكون مختلفاً، لا يكفي الروح العالية بل نريد التضحيات، ولا يكفي القتال، بل نريد الاستبسال، ولا تكفي الإجادة بل نريد التجويد، ولا يكفي التشجيع الممل، بل نريد الهتاف باسم الإمارات يهتز جوانب الملعب ويزلزلها!


نعم، نريد كل ذلك دونما عجلة، ودونما تسرع ودونما شطط، نعم نريد تركيزاً وانتباهاً وتناقلاً للكرة بيسر وسهولة عندما تكون في حوزتنا، ونريد ضغطاً هائلاً حتى نستعيدها في لمح البصر!
اليوم موعدنا مع فريقنا الاستثنائي الذي نعرفه، والذي لطالما أسعدنا وأفرحنا، والذي طالما تغنينا به، وأشدنا بمواهبه وقدراته.


لقد كانت كل الإنجازات الماضية مجرد حصالة لهذه اللحظة الفارقة، لحظة الوصول لكأس العالم، فهو كما رآه الجميع أجمل تتويج لهذا الجيل ولجهود مدربهم، ومباراة اليوم هي العربون لهذا الحلم الجميل المستحق لهذا الجيل.

نعلم جميعاً أن منتخب العراق يلعب على الفرصة الأخيرة، ونعلم أيضاً أن اليوم ليس كالأمس، ونعلم ثالثاً أنه يتطور من مباراة إلى مباراة، فاحذروا، أرجوكم عدم النظر للخلف، لا خلفكم، ولا خلف المنتخب المنافس، انظروا إلى الغد، استعيدوا المخزون الهائل الذي بداخلكم، فهو والله يكفيكم.
كلمات أخيرة

Ⅶ أعلم أنها أشبه بخطبة وليست مقالة، لكنني تعمدت ذلك، حتى نستشعر اللحظة، وحتى ننتفض، ولا نزيل فقط الغبار، بل نعلن من جديد أننا على قدر المسؤولية، وعلى قدر الحلم الذي يراود الجميع!

Ⅶ هي فرصة لكي نثبت أن ما حدث كان مجرد كبوة، وأن الحصان الأصيل يمكنه أن يثور، أن يصهل، أن يسمع الميدان كله صهيله المدوي، وأن ينجز المهمة في المسافات الأخيرة!

Ⅶ أقسم بالله لم أكن يوماً ضد مهدي، لكن الوطن أهم من كل الأشخاص وفوق كل الأشخاص!

Ⅶ فوزوا اليوم، أبهرونا اليوم، عودوا واستعيدوا، دافعوا عن إنجازاتكم، عن أنفسكم، دافعوا عن مدربكم، عن وطنكم، أسعدوا جماهيركم، أجبروهم على العودة!

Ⅶ كل من انتقد هو محب، كل من انتقد هو غيور، لا تصنفوا البشر، لا تميزوهم، الكل لا يريد إلا فريقاً مشرفاً، عندما يذهب إلى كأس العالم يذهب لأنه يستحق!

Ⅶ حب المنتخب يسري مسرى الدماء في العروق، هذه كلمتنا، أما النواحي الفنية فهي لمهدي خططاً، وللاعبيه تنفيذاً، لا نتحدث عنها احتراماً وتقديراً، فقط اعلموا أنها مباراة ليست كالمباريات!

Email