مطلوب حلاق!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن نختلف كثيراً على أن قصات الشعر الغريبة أمر يثير الاشمئزاز!

لكن السؤال: هل من حق اتحاد الكرة أن يجرم ذلك؟

هل من حقه أن يخضع اللاعبون أصحاب القصات الغريبة للائحة عقوبات، تبدأ كما أشار الاتحاد، بعد اجتماعه بالأمس بالإنذار ثم الغرامة ثم الإيقاف، هل من حقه ذلك ؟! أم أن الأمر يخضع للحريات الشخصية للاعبين؟

قد يقول قائل من حق كل اتحاد وطني أن يشرع ما يريده بناء على عاداته وتقاليده، وإن الاتحاد الدولي لا يمانع، وفي تقديري أن هذا غير صحيح، فالأمر يدخل في إطار الحرية الشخصية، وطالما أن ذلك لا يلحق ضرراً مادياً بالآخرين، فلا يستطيع أحد أن يجرمه!

ثم هناك تساؤل مهم للغاية، كيف ستكون آلية توقيع العقوبة، بمعنى من له الحق في الشكوى أو ضبط الحالة؟ هل هم الحكام، المراقبون، هل هي هيئة رقابية من الاتحاد مثلاً؟! ومن الذي يحدد القصة الغريبة، وماهي مواصفاتها!

من الأمور البديهية أن الحكام ليس لهم دخل إلا بقانون اللعبة، وأتصور أن الاتحاد لو كلف لجنة الحكام بالأمر، وأجابته أنها ليست جهة اختصاص لكانت محقة!

وتساؤل آخر: ماذا لو رفض أحد اللاعبين المحترفين الإذعان للأمر، وماذا لو عاقبناه وصعّد القضية للفيفا، الإجابة ستكون أن الفيفا ستقول بلا تفكير إنها حرية شخصية لا تخضع بأي صورة من الصور، لما يسمى العادات والتقاليد وخلافه!

إياك أن تعتقد عزيزي القارئ أنني أؤيد قصات الشعر الغريبة، فأنا من أشد النافرين منها، وتنتابني بنوبات من القرف- ولا مؤاخذة- لكن ذلك لا يمنعني من توضيح الأمر كما أراه لاتحاد الكرة، حتى لا يضع نفسه في موقف محرج بأن يضع لائحة لعقوبات لا يستطيع تنفيذها في نهاية الأمر، لأنها ليست من حقه!

وتسألني ما هو الحل وأحاول الاجتهاد من خلال النقاط التالية:

أولاً: القضية يجب ألا تخضع للتجريم بكل صوره، لأن هذا ليس من حق اتحاد الكرة.

ثانياً: من الممكن أن تخف الظاهرة بصورة كبيرة من خلال التفاهم، وليس من خلال القصر أو الجبر أو التجريم، وهذا يمكن الاتفاق عليه بين الاتحاد وأنديته، فالأندية من الممكن بصورة أو بأخرى أن تقنع لاعبيها بكثير من الود ولا غيره!

ثالثاً: النقطة الماضية قصدت بها المحترفين الأجانب، أما لاعبونا فمن الممكن السيطرة عليهم والتأثير فيهم، فهنا يحق لنا أن نحدثهم عن عاداتنا وتقاليدنا وأبناءنا الصغار، الذين نخشى عليهم من هذا السلوك الغريب والدخيل!

رابعاً: على اتحاد الكرة أن ينسى تجريم الموضوع ويصرف النظر عنه، والبديل جلسة تفاهم ودية مع الأندية ليس من أجل القضاء على الظاهرة، بل من أجل التخفيف منها!

خامساً: لو كان للاتحادات الوطنية سلطات في هذا الاتجاه، لكان الاتحاد الدولي أولى بها، لكنه يعلم علم اليقين أنه خارج عن اختصاصاته، بل هو لو سمع أننا وضعنا لائحة للعقاب لأصابته الدهشة ليس فقط، بل يتدخل إذا اشتكى أي لاعب مشهور أو مغمور!

كلمات أخيرة

Ⅶأعلم أن هناك لائحة عقوبات على قصات الشعور موجودة، منذ الاتحاد السابق، وهذا ليس ذريعة للاتحاد الحالي، فالسابق لا يحق له، والحالي لا يحق له، ولا تضعوا أنفسكم في مواقف محرجة أو لا تضعوا عقوبات لا تستطيعون تنفيذها، ولن تجدوا لها آلية مقنعة لمعرفة ماهية القصات الغريبة، ومن يضبطها إلا إذا تعاقدتم- ولا مؤاخذة مع حلاق!

Email