ريتشارد قلب الأسد!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أرادت دبي في بداية التسعينيات من القرن الماضي استخدام سلاح الرياضة، للترويج لدبي حول العالم أنشأت فريق الفيكتوري تيم، لكي يجوب موانئ العالم في أوروبا ، وارتكز الترويج على المفهوم الصحيح والركيزة الأساسية التي تحقق النجاح، والمفهوم كان باختصار هو ولادة فريق بطل، من منطلق أنك لكي تلفت الانتباه وتروج لا بد أن تكون بطلاً، وليس مجرد فريق مشارك !

ومن خلال هذه السياسة تم اعتماد 50 مليون درهم لإنشاء ثلاثة زوارق لا يشق لها غبار، تستطيع التغلب على عمالقة العالم ، وأتذكر أيامها تهامس الناس حول الميزانية الكبيرة، وأتذكر أيضاً رد الشيخ مكتوم، رحمه الله، عندما حضر إحدى الجولات الإنجليزية »سوف يعرف الناس ذات يوم أن ما نصرفه الآن سيعود إلينا أضعافاً مضاعفة في المستقبل«، وأعتقد أن النظرة كانت صائبة، فقد كان هذا الفريق حديث العالم في تلك الفترة، وكان خير سفير في التعريف بدولة ناهضة، ومدينة تسابق الريح .

كل ذلك ما كان لولا أن الفيكتوري كان فريقاً بطلاً !

هذه القصة أهديها للجنة المحترفين في كرة القدم، التي تسعى لترويج دوري الخليج العربي محلياً وعالمياً، واستقدمت السير ديفيد ريشاردز نائب رئيس الاتحاد الإنجليزي الحالي ورئيس رابطة دوري المحترفين الإنجليزية الأسبق ليسهم في التسويق الإعلامي والترويجي للدوري وشعاره، كونها خطوة أولى تعقبها خطوات على المستوى نفسه في المستقبل.

شخصياً لست ضد ذلك، بل أحبه وأتمناه، لكن السؤال العريض الكبير، ما هو المنتج الذي استقدمت له هذا الخبير العالمي لتسويقه!

لا أريد أن أزيد في هذا الموضوع، لكني أعود لحكاية الفيكتوري، فقبل أن نسوق صنعنا الفريق البطل حتى نكون صادقين مع أنفسنا ومع غيرنا، فهل أنتم صنعتم مسابقة بطلة تستحق الترويج خارج الحدود، وهي غير قادرة على إقناع الناس داخل الحدود!

لن يستطيع السير ريتشارد حتى لو كان »ريتشارد قلب الأسد« أن يفعل شيئاً أمام مسابقة ضعيفة ما زالت تتخبط!

ما أفهمه أننا نستبق الأحداث، نحرق المراحل كالعادة، نهتم بالشكل على حساب المضمون!

الأولى بنا أن نطور مسابقتنا أولاً، وأن نكون أكثر إقناعاً في الملعب، ومن بعد ذلك ننظر إلى ما هو خارج الملعب!

كلمات أخيرة

أمنع نفسي من استخدام مفردات أكثر قسوة، لأنها هي الوحيدة الدالة على تشخيص ما نحن فيه من تردي الأحوال الرياضية في معظم الألعاب، وفي مقدمتها المدللة كرة القدم، التي قضت منذ بدء الاحتراف بسطوتها المادية الطاغية على ما تبقى من ألعاب شهيدة جماعية وفردية!

بالمناسبة دورينا حجبناه ، فكثيرون »من قليل« انصرفوا بفعل البضاعة من ناحية، وبفعل احتكارها من ناحية أخرى!

معلوم أن البيئة عندنا غير أوروبا، فهناك كل شيء مباح، وركائز التسويق هناك تعتمد كثيرا ًعلى المراهنات والخمور، ومن البديهي أنها محرمة عندنا، ورغم ذاك لا مانع من استقدام خبراء يفكرون في رفع المستوى وليس الترويج!

نحن في حاجة إلى حلول عملية حقيقية نوسع بها القاعدة، في حاجة لحركة تصحيح أدواتها في أيدينا، لكننا لا نريدها رغم أننا نراها!

نريد منتخبات سنية حقيقية، ومنتخب أول قادر على الوصول لكأس العالم.. فهذا هو الترويج الحقيقي!

Email