صحيفة لكل مواطن!

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أنا لكي أقول رأيي؟!

راحت عليّ، كما راحت على كل النقاد أمثالي!

لم يعد رأي أصحاب الرأي شيئاً وجيهاً منتظراً يترقبه الناس!

لم يعودوا مثلما كانوا يشكلون الوعي، ويوجهون الرأي العام!

الرأي العام الآن هو الذي يوجه، أخذ المبادرة، ولا عودة، لا ينتظر إشارة من أحد، ولا يعترف بخطوط حمراء أو بيضاء!

أصبح لكل مواطن صحيفة، لكل مواطن قلم، بل لكل مواطن، إذا شاء، شاشة منتشرة، كما ينتشر الهواء في الآفاق، شاشة بين يدي كل بشر، إنها شاشة الزمن القادم، فلم يتبق إلا عامان فقط، ونترحم بلا رجعة على شاشة التلفاز، الذي ستصبح شيئاً من تحف الماضي، كما أفادت آخر التقارير!

من أجل ذلك كله، لم أصبح مثلما كنت، إن لم أكتب رأيي أموت، وإن لم أكتب رأيي كما أقتنع به تنتابني الكآبة، وأرحل إلى بيتي، لكي أتوحد مع الصمت الرهيب!

الآن هناك من ينوب عني، يقول كلمة حرة بلا مساحيق، وبلا تجميل، ما يشعر به يقوله على الفور، يتخلص من كل الشحنات السلبية، التي تسيطر عليه وتقهره!

ليس مهماً أن يكون رأيه صحيحاً، الأهم أن يعبر، أن يشارك، وأن يقول!

قالوها: لا نريد مهدي!

لم أقلها أنا، ولن أقولها!

ما قيمة أن أقولها بعد أن قالوها، أغلبية، إن لم تكن إجماعاً!

قالوا، وعلمونا إياها: «الناس لا تجمع على باطل»!

لن أعيش في الأوهام بعد الآن، فما أعتقد أنني وحدي الذي أعرفه، إذا بالجميع يعرفه، ربما أكثر عمقاً مني!

لن أعيش في الأوهام، فقد حللوا الموقف أحسن تحليل، وكانوا مقنعين وهم يتحدثون مثلاً عن مدرب، عندما يتسبب بتدخلاته، وقيادته في كشف مدرب آخر!

كانوا مقنعين وهم يتحدثون عن تغييرات هدمت البناء، بعد أن كان متماسكاً حتى الدقيقة 70!

كانوا مقنعين وهم يتحدثون عن مرحلة لا تستجيب للتطوير، وليس مجرد هزيمة مباراة، أرادوا التغيير، قبل أن يصبح المشوار الطويل قصيراً، أرادوه تغييراً قبل فوات الأوان، فلا تزال فرصة تلوح، وما زال الأمل باقياً، لم يذهب كله بعد، نعم، أرادوا التغيير، فعندما تتوقف مكانك، تصبح غير قادر على مجاراة غيرك، فلا يتبقى سوى المغامرة!

نعم، كانوا في كل المواقع مقنعين وهم يقولون «بيض الله وجهك ما قصرت، لكن كفاية، الله يخليك»!

كلمات أخيرة

Ⅶبكل صدق هذا رأي الناس، وليس رأيي، أنقله لأن الإعلام، كما علمونا هو مرآة الناس والمجتمعات!

Ⅶشخصياً، لست ممسكاً عن إبداء رأيي، فقد أبديته قبل أن تبدأ التصفيات النهائية، ولم يسمعه أحد، فلماذا أكرره، وما هو الداعي؟!

Ⅶ هناك ألف رأي ورأي من أبناء البلد، آراء أكثر شجاعة، وأكثر إقناعاً!

Ⅶصحيفة كل مواطن أصبحت أكثر أهمية، وأكثر فاعلية، وأكثر حرية من صحيفة الوطن!

Ⅶمن يرد الصواب فلينظر إليها، يتمعن فيها، يشم فيها رائحة وطن حقيقي يتألم، خوفاً من ضياع حلم جميل ما زال يلوح في الأفق!

Email