مهر المونديال!

ت + ت - الحجم الطبيعي

مباراة اليوم في قيمتها أغلى من الجوهرة!

»الجوهرة« اسم الملعب الذي يستضيف مباراة منتخبنا الوطني الإماراتي مع شقيقه السعودي، مساء اليوم، في واحدة من أهم مباريات السباق نحو المونديال!

هي إذا شئت، في توقيتها ومعانيها، أغلى بالفعل من الجوهرة، الفوز وما أدراك ما الفوز، سواء كان لنا أو كان لهم، يضعك في الصدارة أو منافساً عليها، والصدارة الآن لها مغزاها ولها مذاق أحلى من الشهد!

نعم، الوقت لايزال مبكراً، والمباريات ممتدة طوال عام بأكمله، لكن الذي يخسر تتضاءل فرصه، وربما يصبح مشواره الطويل قصيراً!

لنا 6 نقاط ولهم 7، وإذا كان السباق يضم 6 منتخبات كاملة، يصعد من بينهما اثنان فقط، ويدخل الثالث في نفق شديد الصعوبة، حيث يجد نفسه غارقاً في ملحق لابد فيه من الفوز على ثالث المجموعة الأولى، ثم يلاقي منتخباً آخر من أقصى الغرب!

إذا كان السباق مع بقية منتخبات المجموعة وهي اليابان وأستراليا والعراق وتايلاند يبدو مهماً، فإن هناك سباقاً خاصاً مع السعودية يبدو أكثر أهمية، فكلاهما (الإمارات والسعودية) يريد منافسة اليابان وأستراليا تحديداً، فهما الأقوى والأكثر حظوظاً من العراق وتايلاند!

السباق بين الإمارات والسعودية، ربما يهدي أحدهما بطاقة مباشرة من المركزين الأول والثاني، ومن يدري، ربما يتنافسان على البطاقة الثالثة، إذا قدر لأستراليا واليابان انتزاع البطاقتين الأولى والثانية وهو أمر وارد بالتأكيد!

أعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن تصعد الإمارات والسعودية معاً من هذه المجموعة، فليس كل ما يتمناه المرء يدركه. نعم، لا مستحيل في كرة القدم، لكن هناك أشياء ضد المنطق وهذه الحالة من بينها!

من أجل ذلك، ومن أجل الاعتراف بالواقع واحترامه، تأتي أهمية السباق السعودي الإماراتي، وتأتي أهمية نقاط مباراة اليوم. نعم، من أجل كل ذلك، هي بالفعل مباراة أغلى من الجوهرة!

ولعله من الإنصاف أن نقول إن الصحف السعودية عندما أفردت تحليلاً تاريخياً للقاءات الفريقين، لم تضعه لمجرد ملء المساحات، بل كانت تلعب »بخبث«، لكي تشعرك بأنك الأدنى، ولن نقول لك: »دافع عن وجودك ومكانتك وحاضرك الذي هو أغنى وأقوى«، ولكن أقول لكل لاعبينا: »لا تنظر خلفك، فكرة القدم ليس فيها ذلك، ولا تعترف كثيراً بأحكام مسبقة، بل لها حاضرها، ومعلوم أن لكل مباراة ظروفها، بل لكل دقيقة ظروفها!«.

كلمات أخيرة

قلت بالأمس وأكرر اليوم، احذروا الدقائق الأولى، واحذروا الدقائق الأخيرة، فالمنتخب السعودي، وحسب مجريات المباراة، يكون غالباً، في أخطر حالاته في البدايات والنهايات!

اليابان وأستراليا يلتقيان اليوم، وفي كل الأحوال، ومهما كانت النتيجة فهي ستكون لمصلحة الفائز اليوم في جدة!

كثيرون أخذوا على مهاجمينا التهاون في استغلال الفرص خلال مباراة تايلاند الماضية، وبالطبع، اليوم لا مجال حتى لأنصاف الفرص!

الجماهير السعودية تتسابق حتى على تذاكر السوق السوداء.. هذه الجماهير تحديداً شديدة التقلب، هي مع، لكنها من الممكن أن تكون ضد!

المواقع الصعبة، هي الثمن الغالي، لمن يريد كأس العالم!

تريد المونديال، ادفع المهر، والفوز على السعودية اليوم أغلى المهور.

من يخطب الحسناء لم يغله المهر" !!!.

Email