«أوعى تنسى»..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي مباراة مهمة، بل مباراة مرحلة!

شاءت الأقدار أن تكون مباراة منتخبنا الوطني الإماراتي أمام تايلاند في تصفيات كأس العالم اليوم من هذا الصنف!

تأتيك مباريات لا تكون أشبه بمفترق طرق، بل هي بالفعل كذلك !

الفوز اليوم، عين فرض، إذا جاز التعبير، فلا يجوز أن تذهب بعد خمسة أيام إلى السعودية وأنت خاسر، هذا لا ينفع ولا يجوز ولا يصح!

الفوز اليوم لا يعني فقط ثلاث نقاط جديدة، بل يعني قدرة على مواصلة المشوار الطويل والصعب !

الفوز يعني استعادة الثقة بعد الخسارة التي أوجعت قلوبنا من استراليا، وأذهبت أفراح الفوز على اليابان التي دغدغت المشاعر ثم انتزعتها!

والفوز أيضاً يعني طمأنة الجماهير ومصالحتهم وبقاء الأمل في صدورهم، واستحضار الحلم المونديالي الحلو مرة أخرى!

ليس مطلوبنا اليوم سوى أن يظهر المنتخب بحالة طبيعية، لن أقول حالة متميزة، وإن كنت أتمناها بالطبع، لكن الطبيعي يكفينا لأن نفوز بصرف النظر عن ماهية الفريق المنافس!

أجزم أننا لو كنا في حالة طبيعية أمام أستراليا لحققنا الفوز! لكن أشياء كثيرة حالت دون ذلك في وقتها، وليس مكانها الآن، لكن الواقع الحالي، وقياس مفاهيم ما قبل هذه المباراة يقول، إنه لا شيء يحول على الإطلاق دون تحقيق فوز مريح، يذهب بنا مرة أخرى إلى قلب المنافسة، ويذهب بنا أقوياء، بقلب حديد، إلى الرياض!

القول بحتمية الفوز لا يعني مطلقاً الاستهانة بالمنافس التايلاندي، بل العكس هو الصحيح، وإذا كنت تريد رأيي فأنا لا يهمني من هو المنافس قدر ما يهمني فريقي، ومدى قدراته، ومدى جاهزيته، ومدى صلابته وصبره وتفهمه لكل السيناريوهات المحتملة حتى المفاجئة منها!

حالة المنتخب التايلاندي المتطورة لا تخفى على أحد، وطريقة أدائه أصبحت معروفة للبسطاء قبل المدربين والمراقبين والخبراء!

هذا في حد ذاته فأل طيب، فلا وجود لاستهانة أو تراخ!

لا وجود إلا للعزيمة والروح والرغبة الجامحة في التحدي للنفس وللغير، وإظهار العين الحمراء مرة أخرى لفرق المجموعة، تلك التي كانت قد ظهرت بوضوح بعد الفوز على اليابان، لدرجة أن المواقع الآسيوية والعالمية بادرت بترشيح الإمارات رغم أنها كانت المباراة الأولى!

لن نذكر المنتخب الآن بقوة منافسه في السرعات والارتداد والتمرير القصير والقدرة على التحكم، وعلى تميز خط وسطه، وناحيته اليسرى، بل نذكر أنفسنا بأننا نملك أكثر من هذا، نعم نملك اللاعبين المميزين ونملك أيضاً ما هو أهم، وهو سلاح الخبرة، وهذا تحديداً له ثقله، لا سيما وأنه مفتقد من عند منافسك، ناهيك عن أن المباراة هي مباراتك بفعل الأرض والجمهور.

كلمات أخيرة

Ⅶعضوا بالنواجذ من فضلكم «وخلصوها» وأريحونا بهدف مبكر يبعث فينا الاطمئنان، ويدفعكم دفعاً من أجل فتح شهيتكم لتسجيل المزيد.

Ⅶربما يكون في نفوس بعض الجماهير شيء، جراء ما حدث في مباراة أستراليا، والفرصة سانحة، فلن يكون للغد لزوم إذا لم نكن اليوم!

Ⅶمن يدري، فربما يتغير المشهد تماماً بعد هذه المرحلة التي تنتهي بمباراة السعودية يوم 11 الجاري، فهناك مباريات أخرى أشبه بالمواقع الحربية، ومن الممكن أن تكون في مصلحتك، لكن كل ذلك يتوقف عليك أنت، وعلى نقاطك الست، التي تبدأ من هنا من ثلاثية تايلاند، «أوعى تنسى»!!

Email