المهم أنت!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أتابع بكثير من الإعجاب آراء الساحة في مباراة منتخبنا الوطني الإماراتي وتايلاند التي تقام غداً بأبوظبي، ضمن الدور الحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.

سر الإعجاب هذا، الوعي الكبير الذي يتحدث به الجميع، حيث التحذير من كل حدب وصوب من المنافس التايلاندي، من أجل عدم الوقوع في المحظور، لأننا لا نتحمل بأي صورة من الصور الوقوع فيه!

الناس، كل الناس أصبحت تعلم جيداً أهمية هذه المباراة، وأهمية الفوز فيها، حيث إنها تأتي في توقيت أشبه بمفترق الطرق، إما أن تمر وتواصل في الطريق الصحيح، وإما أن تنحرف فتضل، لا قدر الله!

والناس اختارت تايلاند من أجل هذا التحذير المتشدد، لأنها مباراة فارقة في توقيتها كما قلنا، لا سيما وأن لقاء السعودية في الرياض سيأتي بعدها بساعات معدودة، ولأنها أيضاً مع فريق اسمه تايلاند، ونحن كنا في الماضي نتعامل مع الأسماء، و«ياما» دفعنا أثماناً باهظة لهذا الاعتقاد الخاطئ!

جميل إذاً أن نحذر، ونكتسب هذه القيم المهمة التي من شأنها أن تدفعك إلى السلامة في نهاية الأمر، لكن الأجمل من التحذير هو أنت! نعم أنت، فأنت أهم من التحذير، وأهم من كل الكلام، وأهم من كل النصائح!

أنت المعيار، حتى لو كنت تلاقي البرازيل!

عندما تكون في حالة جيدة، فلن نبالي لا بتايلاند ولا بغيرها!

عندما تكون متلبساً شخصيتك الحقيقية التي عرفناها عنك طوال السنوات الماضية، فلن نبالي!

من أجل ذلك كله، ندعوك أن تكون في حالتك، ومن بعد، كله يهون.

هل تذكر مباراتك الأولى أمام اليابان في طوكيو، هل تذكر نتيجتها، هل تذكر مشهدك؟!

كلنا سعدنا بالفوز هناك، بعضهم شكك في حالتك، وكان حالهم عجباً!

الذي يفوز على اليابان في اليابان، فهذا يكفيه!

الذي يفوز على اليابان في اليابان وفي افتتاح دور حاسم، فهذا يكفيه!

هل تعرف لماذا؟ لأنه يكون في حالة تقدير صحيح للموقف، وفي حالة قدرة حقيقية على التنفيذ دونما خوف أو وجل وهذا ما حدث، وهذا ما نتمناه في مباراة الغد.

كلمات أخيرة

Ⅶكلمات الحذر المتزايدة، تعكس مفاهيم القلق الإيجابي، وهذا مفهوم، لكني «مع نفسي»، كنت أخشى الاستغراق فيها، حتى لا يتحول الإيجابي إلى سلبي، وكما يقولون «إذا زاد الشيء عن حده انقلب ضده»!

Ⅶعموماً يبقى كل ذلك في كوم، ويبقى الحديث عن النواحي الفنية في كوم آخر، وقد أخذت عهداً على نفسي أن أترك ذلك للمدرب، فالأمر المؤكد أن مهدي يعلم جيداً ماذا يريد وكيف يحقق ما يريد.

Ⅶالانتقاد لا يكون منا أبداً قبل بداية مهمة، بل بعد نهاية مرحلة، فنحن على ثقة من قدرة فريقنا وقدرة مدربه، وطالما أن الحديث يكون عن النواحي الفنية، فهي دائماً وأبداً تكون في إطار وجهات النظر.

Ⅶمنتخب تايلاند بعد مباراتيه مع السعودية واليابان أصبح أشبه بالكتاب المفتوح، فريق يلعب الكرة السريعة والقصيرة، ومن نقلة واحدة مع إجادة للانتشار بصورة تدعو للإعجاب.. «خللي بالك»!

Email